لدواعي تريوية. يتم نشر الإصدار الأول من هذا الكتيب الخاص ببرنامج الأومبياد الجهوية في الرياضيات في هذا الوقت من الموسم الدرامي. وترتكزهذه الدواعي بشكل رئيس على الحاجة الملحة لدعم الفاعلين الجهويين والمحليين. من بين المفتشين والأساتذة. في فهم وتملك المقاربة الأولبية للرياضيات. هذه المقاربة التي يرجى منها أن تساهم إلى جانب ما يتم تطويره من كفايات لدى جميع التلامذة في إطار تنفيذ برامج الرياضيات المدرسية. تحقيق انفتاح أكثر لفئة المتميزين من بينهم على مختلف مكونات مجال الرياضيات عمومًا. ولتنشيط طموح التحدي لديهم في حل التمارين والمسائل الرياضية من النوع الأولبي. وأيضًا لجعلهم يمرون من وضعية التلميذ(ة) المتلقي(ة) إلى وضعية المتنافس(ة) من أجل بلورة حلول رياضية غير معهودة.

وقد تم إعداد هذا البرنامج في إطار رؤية شمولية تمتد من السلك الثانوي الإعدادي إلى السلك الثانوي التأهيلي. بنفس العناية ونفس المتطلبات والصرامة في إعداد هذا النوع من البرامج على غرار ما عملت به الدول ذات التاريخ الطويل في مجال الرياضيات الأولبية. ولم يكن ليتأتى ذلك لولا الجهد الجدير بالثناء من قبل الفريق المركزي للأولمبياد الوطنية في الرياضيات المؤلف من خبراء - مفتشين وأساتذة مبرزين وأساتذة التعليم العالي- العاملين في وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي. والذين واكبوا إرساء وتطوير أولمبياد الرياضيات على الصعيد الوطني وأشرفوا على الرقي بمشاركة بلادنا في الأومبياد الدولية.

فمنذ الموسم الدرامي 2020/2019، انطلق إرساء الأولمبياد الجهوية لفائدة تلامذة الثانويات الإعدادية، والتي تشكل عند إتمام عملية الإرساء، وفي إطار رؤية الوزارة الشمولية لتعزيز التميز مدخلاً لضمان نقلة نوعية نحو تحسين موقع بلادنا على خريطة مختلف مباريات الأولمبياد. ولقد كان الحرص حاضراً طيلة فترة الاشتغال حتى يتم الأولمبياد الجهوية في الرياضيات.

المقرر الوطني الموحد بسط خصوصيات الرياضيات الأولمبية وإبراز المعايير المرتبطة بها من قبيل التركيز بالأساس على المنهجية في البرنامج دون الحاجة إلى الكثير من المعرفة، وتسليط الضوء على المنهجيات الأساسية (التجريب، التخمين، التخيل، اتخاذ المبادرات ...)، والتحفيز دون السقوط في فخ إحباط العزائم، وتعزيز الانشراح والثقة في النفس لجميع المتنافسين بمنحهم أسباب الرضى عن الإنجازات المحققة والتوق إلى المزيد من التميز. ويتضمن هذا الكتيب العديد من المعارف والأمثلة التي أضفت على هذا العمل لمسة خاصة، لنقول اللمسة الأولمبية، ويتجلى ذلك من خلال تطبيقات كلاسيكية للرياضيات في مختلف مستويات السلك الثانوي الإعدادي لها ارتباط بما هو مقرر مدرسي، وأخرى، على العكس من ذلك

، ليست واردة في المقرر الدرامي الرسمي.

في ختام هذا التقديم، لابد من أن نمد الفريق المركزي الذي يشرف على الأولمبياد الوطنية في الرياضيات، والمفتشة والمفتشين المكلفين بالتنسيق الجهوي لمادة الرياضيات الذين ساهموا بشكل كبير، خلال الندوتين التي أشرفنا على تنظيمهما شهر أكتوبر من سنتي 2019 و2021، من خلال المناقشة المستفيضة والتقاسم المشمرح حول المحاور الأساسية لهذا المقرر الأولي ولفت الانتباه حول متطلبات إنجازه وضرورة مواكبة الفاعل المحلي في اكتساب الخبرة الضرورية لاستيعاب وتطوير كفاياته في مجال التأطير الأولي.

فبفضل هؤلاء جميعًا، يقدم هذا الكتيب لجميع مدرسات ومدرسي الرياضيات في الثانويات الإعدادية رصيدًا من الموضوعات الكافية من جهة بتحقيق الإثارة والتشويق لدى التلميذات والتلاميذ المعتييت، اعتمادًا على الهدف المحدد في مختلف محاور الرياضيات الأولبية، ومن جهة أخرى بمساعدة الأستاذ- المؤطر على إبداع وضعيات أصيلة.

إنه عمل قيم؛ يؤسس لانطلاقة نوعية على مستوى مباريات الأولمبياد في الرياضيات.

واللّه ولي التوفيق، المكلف بتدبير مجال تشجيع التميز، ذ. محمد ستيتو،

الأولمبياد الجهوية في الرياضيات، المقرر الوطني الموحد