By admin - 19/01/2025, 15:59    🌍     • 14   views     • 0 Replies


المائدة والتوبة


من قرأ آخر سورتين نزلتا من القرآن وهما المائدة والتوبة بقلب خال من المذهبية وجبال من اثقال التراث وبقراءة عقلانية سيرى العجب وبحول الله سينزع عنه الغشاوة التي وضعت على عقولنا. والله يا اخواني لقد نومونا مغناطيسيا. اوهمونا ان مجتمع رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة كان ملائكيا كله ايمان وكلهم على قلب رجل واحد يتلقفون وحي الله وكلام رسول الله تلقفا. الأمر معاكس تماما يا اخواني.

 خصوصا لو استحضرنا في عقولنا اهم غرض دنيوي في ذلك الوقت وهو التولي والملك والرئاسة. لا تظنوا ان محاولة اغتيال النبي كانت حدثا عابرا وهو فعل شردمة قليلة. بل هو خلاصة خطة كبيرة بين حلف كبير جدا تم إخفاءه عنا. ومن آليات إخفاءه ايهامنا ان كل اهل المدينة مؤمنون والقرآن يقول انها غاصة بالمنافقين ومنافقوها ليسوا فقط من الانصار كما اوهمونا. 

ستجدون في سورة المائدة ذكر اهل الكتاب ونفاقهم وقولهم آمنا بأفواههم. وليستحضر القارئ الكريم ان سورة المائدة نزلت بعد او اثناء حجة الوداع اي ان المدينة اصبحت خالية من قبائل اهل الكتاب كما نعتقد. فهل تم إخلاءهم كلهم ام ان كثيرا منهم بقي وفيهم المؤمنون والمنافقون. ثم هناك قبائل الاعراب الذين هم اشد كفرا ونفاقا اليس يقول لنا اهل السير ان شبه الجزيرة العربية دانت بالاسلام في آخر العهد النبوي. ثم تأتي الطامة الكبرى والخطر الاكبر وهو منافقو قريش من المهاجرين وأكثر ان لم يكن كل الطلقاء الذين اسلموا بعد فتح مكة وهم كثر وهم الداء.

 ستقول لي ايها القارئ الكريم كيف لي ان اطلق هذا الحكم على قريش. اقول لك إقرأ بدايات سورة ياسين انه قد حق القول على اكثرهم فهم لا يؤمنون. ثم لتأكيد ذلك في بداية العهد المدني ولكي لا ننسى وقد نسينا ولُعِب على عقولنا، في بداية سورة البقرة ولخطرهم وشرهم المستطير بتغييرهم الدين بعد رسول الله فإن الله تعالى يذكرهم لنا في الآية 11 من القرآن الكريم وهو سبحانه يعلم اننا سنرتب القرآن هذا الترتيب. بعد 7 آيات الفاتحة تأتي الآية 6 من البقرة { إِنَّ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ سَوَاۤءٌ عَلَیۡهِمۡ ءَأَنذَرۡتَهُمۡ أَمۡ لَمۡ تُنذِرۡهُمۡ لَا یُؤۡمِنُونَ (٦) خَتَمَ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ وَعَلَىٰ سَمۡعِهِمۡۖ وَعَلَىٰۤ أَبۡصَـٰرِهِمۡ غِشَـٰوَةࣱۖ وَلَهُمۡ عَذَابٌ عَظِیمࣱ (٧) }
[سُورَةُ البَقَرَةِ: ٦-٧]
في آيتين تؤكد آيات سورة يس. في آيتين فقط. لأن خطرهم لم يكن ليكون بهذه الأهمية لولا تمهيد المنافقين من المهاجرين الذين مهدوا لهم الطريق طوال مراحل العهد النبوي فذكرهم الله تعالى في 16 آية بعد ذلك من بدايات سورة البقرة وأنهى سبحانه وتعالى قرآنه في آخر العهد النبوي بسورة مدمدمة، فاضحة ومزلزلة لهذا الحلف الشيطاني الثلاثي(اهل الكتاب-منافقون-قريش وحلفائها). اوهمونا ان المنافقون بسطاء لا يضرون الا انفسهم يظهرون الايمان ويبطنون الكفر. الله يقول لنا انهم لا يشعرون انهم مفسدون. قد تجد الواحد منهم قد تولى وذاع صيته واذا تكلم ووعظك تذرف الدمع وإذا قالوا يعجبك قولهم. هم حزب وتحالفات ومكر... ونا نعود لسورة المائدة ولاحظوا ان الله تكلم عن تحزبات حزب الله وحزب الشيطان.

 وتذكروا ان المائدة هي آخر وصايا الله تعالى لهم ان يتوبوا وهو يعلم انم لن يفعلوا لكن القرآن باق لنا لنعلمهم ونحذرهم ونصلح ما افسدوا في دين الله وهو كثير لهذا يواسي الله سبحانه رسوله فيما اراه من تعديهم على الدين ومحاولة إفشال رسالته من جذورها وخطته الربانية. { ۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلرَّسُولُ لَا یَحۡزُنكَ ٱلَّذِینَ یُسَـٰرِعُونَ فِی ٱلۡكُفۡرِ مِنَ ٱلَّذِینَ قَالُوۤا۟ ءَامَنَّا بِأَفۡوَ ٰ⁠هِهِمۡ وَلَمۡ تُؤۡمِن قُلُوبُهُمۡۛ وَمِنَ ٱلَّذِینَ هَادُوا۟ۛ سَمَّـٰعُونَ لِلۡكَذِبِ سَمَّـٰعُونَ لِقَوۡمٍ ءَاخَرِینَ لَمۡ یَأۡتُوكَۖ یُحَرِّفُونَ ٱلۡكَلِمَ مِنۢ بَعۡدِ مَوَاضِعِهِۦۖ یَقُولُونَ إِنۡ أُوتِیتُمۡ هَـٰذَا فَخُذُوهُ وَإِن لَّمۡ تُؤۡتَوۡهُ فَٱحۡذَرُوا۟ۚ وَمَن یُرِدِ ٱللَّهُ فِتۡنَتَهُۥ فَلَن تَمۡلِكَ لَهُۥ مِنَ ٱللَّهِ شَیۡـًٔاۚ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ ٱلَّذِینَ لَمۡ یُرِدِ ٱللَّهُ أَن یُطَهِّرَ قُلُوبَهُمۡۚ لَهُمۡ فِی ٱلدُّنۡیَا خِزۡیࣱۖ وَلَهُمۡ فِی ٱلۡـَٔاخِرَةِ عَذَابٌ عَظِیمࣱ }
[سُورَةُ المَائـِدَةِ: ٤١]


ثم الآية الخطيرة الموالية من سورة المائدة كذلك. { ۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلرَّسُولُ بَلِّغۡ مَاۤ أُنزِلَ إِلَیۡكَ مِن رَّبِّكَۖ وَإِن لَّمۡ تَفۡعَلۡ فَمَا بَلَّغۡتَ رِسَالَتَهُۥۚ وَٱللَّهُ یَعۡصِمُكَ مِنَ ٱلنَّاسِۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡكَـٰفِرِینَ }
[سُورَةُ المَائـِدَةِ: ٦٧]
كيف يا الله هل بعد مجاهدة رسول الله للكفار والمنافقين لثلاثة وعشرين سنة وفي آخر لحظة هذا التشديد على تبليغ شيء مهم وخطير عليه تقوم الرسالة كلها؟ ولماذا والله يعصمك من الناس؟ وهل من الناس من يستطيع ان يخالف رسول الله بل قد يصل بهم الامر بالاعتداء وربما محاولة القتل؟ الم يسلموا بعد الفتح، وما هو هذا الشيء الذي يستدعي عدوانا كهذا؛ بالتأكيد ليس مطالبتهم بعدم الشرك والظلم والأخلاق العامة فقد اعترفوا لك بهذا يا رسول الله، هم اشهروا اسلامهم. استخدموا عقولكم، انها الرآسة. ارجعوا الى الآية السابقة. حلف الذين هادوا والمنافقين يقولون ان تؤتوا هذا فخذوه وإن لم تؤتوه فاحذروا.


إن تدبرنا آيات المائدة نجدها تخاطب الجماعات والتحزبات. تدعوا الذين آمنوا ان لا يتخدوا اعداء الله أولياء وتذك اهل الكتاب ان يرجعوا عن شرهم وفسادهم. لكنهم لم يستمعوا. وجاءت بعدها سورة التوبة الفاضحة فلم يهتموا. وبالتأكيد إن كانت ثقافة النفاق منتشرة حول النبي من جميع الجهات. بالله عليكم هل ستنخفض بعد وفاته ام انها ستزيد بعد انقطاه الوحي وذهاب النور النبوي. استفيقوا يا اهل الإسلام الله لم يختر اصحاب رسول الله وما هو بدع من الرسل تماما كما لم يختر لنبي الله ابراهيم اصحابا ولم يختر لموسى ولعيسى اصحابا. نعم فيهم خيرون مؤمنون صالحون متبعون لكن حسب التحذيرات القرآنية اغلبهم استحبوا الدنيا والاحلاف القبلية والطواغيت على الإيمان. لكن هل ترك الله تعالى حبيبه وخاتم رسله يموت وهو قد نُبِّئ عما سيفعله اصحابه بآل بيته ودينه ورسالته، يموت دون بشارة. كلا فآخر ما نزل من القرآن هو سورة النصر المبشرة بأن نور الله باق. وستكون له الغلبة ولو بعد حين. وبالتأكيد الدين المنتشر الآن ليس هو فقد التصقت به الكثير من الشوائب. الدين الذي سيعم الارض سيكون رحمة للبشرية. 
                

By admin - 19/01/2025, 15:59    🌍     • 14   views     • 0 Replies

Replies

No replies yet. Be the first to reply!

Similar blogs