By admin - 15/05/2025, 13:38    🌍     • 5   views     • 0 Replies


درس: أطيعوا الله و أطيعوا الرسول


========================================================================
درس: أطيعوا الله و أطيعوا الرسول
========================================================================

● في هذا الدرس سنتطرق إن شاء الله للآيات التي يدلس بها شيوخ التراث عل المسلمين وسنتدبرها إن شاء الله.
  أول هذه الآيات هي في الواقع جزء من آية كبيرة. يجتزؤن قول الله تعالى " مَآ ءَاتَىٰكُمُ ٱلرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَىٰكُمْ عَنْهُ فَٱنتَهُوا۟ ۚ وَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ ۖ إِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ " على طريقة ويل للمصلين، ويدلسون على المسلمين فيقولون لهم هذا أمر من الله باتباع السنة فيقفزون على ألف حاجز ليكذبوا على الله بعلم أو بغير علم
  
  الآية الثانية هي : فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا۟ فِىٓ أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا۟ تَسْلِيمًا  ( النساء 65 ) 
  وكذلك يحرفون معناها فيقولون أن الله يدعو المؤمنين أن يحكموا رسول الله بينهم، ورسول الله يحكم بينهم بالسنة وسنرى إن شاء الله هل رسول الله يحكم من عنده أم أنه يتبع وحي الله.
  
  ثم يقولون أنه إن لم تكن سنة رسول الله وحي من الله فلم يأمرنا أن نطيع رسول الله في الآية : "قُلْ أَطِيعُوا۟ ٱللَّهَ وَأَطِيعُوا۟ ٱلرَّسُولَ ۖ"
  ويدلسون بقولهم أن طاعة رسول الله هي إتباع سنته ويكذبون على أتباعهم بأن القرآنيين لا يتبعون الرسول. لأن فهمهم لإتباع الرسول وفهمنا لإتباع الرسول مختلفان تماما.
  فما هو إتباع الرسول حسب القرآن الكريم. إنه ببساطة إتباع النور الذي أنزل معه
  

★ ٱلَّذِينَ يَتَّبِعُونَ ٱلرَّسُولَ ٱلنَّبِىَّ ٱلْأُمِّىَّ ٱلَّذِى يَجِدُونَهُۥ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِى ٱلتَّوْرَىٰةِ وَٱلْإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِٱلْمَعْرُوفِ وَيَنْهَىٰهُمْ عَنِ ٱلْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ ٱلطَّيِّبَـٰتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ ٱلْخَبَـٰٓئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَٱلْأَغْلَـٰلَ ٱلَّتِى كَانَتْ عَلَيْهِمْ ۚ فَٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ بِهِۦ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَٱتَّبَعُوا۟ ٱلنُّورَ ٱلَّذِىٓ أُنزِلَ مَعَهُۥٓ ۙ أُو۟لَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ •    ( الأعراف آية 157 ) 

● فما هو النور الذي أنزل معه؟
  هل هو القرآن والسنة ؟
  يأتي جواب الله واضحا وضوح الشمس
  

★ وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا ۚ مَا كُنتَ تَدْرِى مَا ٱلْكِتَـٰبُ وَلَا ٱلْإِيمَـٰنُ وَلَـٰكِن جَعَلْنَـٰهُ نُورًا نَّهْدِى بِهِۦ مَن نَّشَآءُ مِنْ عِبَادِنَا ۚ وَإِنَّكَ لَتَهْدِىٓ إِلَىٰ صِرَٰطٍ مُّسْتَقِيمٍ •    ( الشورى آية 52 ) 

★ يَـٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ قَدْ جَآءَكُم بُرْهَـٰنٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَآ إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا •    ( النساء آية 174 ) 

★ فَـَٔامِنُوا۟ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَٱلنُّورِ ٱلَّذِىٓ أَنزَلْنَا ۚ وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ •    ( التغابن آية 8 ) 

● إذا فالنور هو كتاب الله الذي أنزل على رسوله. وأمر الله تعالى قوم رسول الله باتباعه وطاعته لأنه يهديهم الى صراط مستقيم "إِنَّكَ لَتَهْدِىٓ إِلَىٰ صِرَٰطٍ مُّسْتَقِيم"
  

★ قُلْ أَطِيعُوا۟ ٱللَّهَ وَأَطِيعُوا۟ ٱلرَّسُولَ ۖ فَإِن تَوَلَّوْا۟ فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُم مَّا حُمِّلْتُمْ ۖ وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا۟ ۚ وَمَا عَلَى ٱلرَّسُولِ إِلَّا ٱلْبَلَـٰغُ ٱلْمُبِينُ •    ( النور آية 54 ) 

● وبعد اكتمال الرسالة ووفاة الرسول، هل الناس لا يزالون يحاتجونه ليهديهم إلى الصراط المستقيم. طبعا لا. لأن الصراط المستقيم متاح للجميع. ومهمة الرسول انتهت.

★ فَمَن يُرِدِ ٱللَّهُ أَن يَهْدِيَهُۥ يَشْرَحْ صَدْرَهُۥ لِلْإِسْلَـٰمِ ۖ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُۥ يَجْعَلْ صَدْرَهُۥ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِى ٱلسَّمَآءِ ۚ كَذَٰلِكَ يَجْعَلُ ٱللَّهُ ٱلرِّجْسَ عَلَى ٱلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ •  وَهَـٰذَا صِرَٰطُ رَبِّكَ مُسْتَقِيمًا ۗ قَدْ فَصَّلْنَا ٱلْـَٔايَـٰتِ لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ •    ( الأنعام الآيات 125-126 ) 

★ وَأَنَّ هَـٰذَا صِرَٰطِى مُسْتَقِيمًا فَٱتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا۟ ٱلسُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِۦ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّىٰكُم بِهِۦ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ •    ( الأنعام آية 153 ) 

★ لَّقَدْ أَنزَلْنَآ ءَايَـٰتٍ مُّبَيِّنَـٰتٍ ۚ وَٱللَّهُ يَهْدِى مَن يَشَآءُ إِلَىٰ صِرَٰطٍ مُّسْتَقِيمٍ •    ( النور آية 46 ) 

★ أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَـٰبَنِىٓ ءَادَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا۟ ٱلشَّيْطَـٰنَ ۖ إِنَّهُۥ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ •  وَأَنِ ٱعْبُدُونِى ۚ هَـٰذَا صِرَٰطٌ مُّسْتَقِيمٌ •    ( يس الآيات 60-61 ) 

★ فَٱسْتَمْسِكْ بِٱلَّذِىٓ أُوحِىَ إِلَيْكَ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ صِرَٰطٍ مُّسْتَقِيمٍ •    ( الزخرف آية 43 ) 

● وبما أن الصراط المستقيم أصبح متاحا للجميع، وهو القرآن الكريم ، الكتاب البين المفصل النور المبين، أو الطريق الذي يوجهنا إليه القرآن، فما علينا إلا أن نستمسك به لكي يهدينا الى الصراط المستقيم.
  إذن من خلال هذه الآيات رأينا أن إتباع الرسول هو إتباع النور الذي نُزّل عليه، وتبين لنا أن هذا النور هو وحي الله. وهو القرآن الكريم. لكن علماء التراث يقولون أن رسول الله نُزّل عليه وحيان، هما القرآن والسنة.
  اذن ما علينا إلا أن نسأل القرآن سؤالا مباشرا: ما هو الوحي؟ هل هو القرآن فقط، أم هو القرآن وشيء آخر معه.

★ نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ ٱلْقَصَصِ بِمَآ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ هَـٰذَا ٱلْقُرْءَانَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِۦ لَمِنَ ٱلْغَـٰفِلِينَ •    ( يوسف آية 3 ) 

★ قُلْ أَىُّ شَىْءٍ أَكْبَرُ شَهَـٰدَةً ۖ قُلِ ٱللَّهُ ۖ شَهِيدٌۢ بَيْنِى وَبَيْنَكُمْ ۚ وَأُوحِىَ إِلَىَّ هَـٰذَا ٱلْقُرْءَانُ لِأُنذِرَكُم بِهِۦ وَمَنۢ بَلَغَ ۚ أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ ٱللَّهِ ءَالِهَةً أُخْرَىٰ ۚ قُل لَّآ أَشْهَدُ ۚ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَـٰهٌ وَٰحِدٌ وَإِنَّنِى بَرِىٓءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ •    ( الأنعام آية 19 ) 

● الجواب هو أن الله أوحى إلى رسول الله القرآن فقط. وبشهادة الرسول نفسه. يقول وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به.
  لو كان هناك وحي آخر لقال أوحي إلي القرآن وسنتي لأنذكرم بهما. أفلا تعقلون
  إن قوم الرسول ملزمون باتباع الرسول وهو يبلغ لهم رسالة الله، وهذا ليس لرسول الله محمد فقط، بل كل الأنبياء والرسل من قبله، كان أقوامهم مأمورون باتباعهم، ليهدوهم إلى سواء السبيل.
  إن إتباع الرسول كان لابد منه أثناء حياة الرسول، وبعد وفاة الرسول إنتقل الإتباع الى وحي الله الذي تركه وبقي محفوظا الى يوم القيامة.
  فيه تبيان كل شيء وتفصيل كل شيء و كل ما أختلفنا فيه فمرده إلى الله.
  وَمَا ٱخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَىْءٍ فَحُكْمُهُۥٓ إِلَى ٱللَّهِ ۚ ذَٰلِكُمُ ٱللَّهُ رَبِّى عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ  ( الشورى 10 ) 
  إنتهينا من مفهوم الإتباع.
  ونأتي الآن إلى مفهوم الطاعة
  
  

★ يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓا۟ أَطِيعُوا۟ ٱللَّهَ وَأَطِيعُوا۟ ٱلرَّسُولَ وَأُو۟لِى ٱلْأَمْرِ مِنكُمْ ۖ فَإِن تَنَـٰزَعْتُمْ فِى شَىْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى ٱللَّهِ وَٱلرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلْـَٔاخِرِ ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا •    ( النساء آية 59 ) 

● هل طاعة رسول الله هي إتباع سنته، إذا كان ذلك فهناك أيضا طاعة أولي الأمر، فهل طاعة أولي الأمر هي إتباع سنة أولي الأمر؟. وهل هناك وحي نبوي ووحي أولى الأمر؟ أفلا تعقلون.
  أم أن طاعة الرسول هنا من مقام طاعة الحاكم. وبالطبع وجبت طاعة الحاكم مادام يحكم بالعدل. سواء كان الحاكم هو الرسول أو من سيأتي بعده. والطاعة هنا لا علاقة لها لا بسنة ولا ببخاري ولا غيره.
  كيف نفهم ذلك؟
  بالرجوع الى سياق الآية ونقرأ الآية التي قبلها:

★ إِنَّ ٱللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا۟ ٱلْأَمَـٰنَـٰتِ إِلَىٰٓ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ ٱلنَّاسِ أَن تَحْكُمُوا۟ بِٱلْعَدْلِ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِۦٓ ۗ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ سَمِيعًۢا بَصِيرًا •  يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓا۟ أَطِيعُوا۟ ٱللَّهَ وَأَطِيعُوا۟ ٱلرَّسُولَ وَأُو۟لِى ٱلْأَمْرِ مِنكُمْ ۖ فَإِن تَنَـٰزَعْتُمْ فِى شَىْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى ٱللَّهِ وَٱلرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلْـَٔاخِرِ ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا •  أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ ءَامَنُوا۟ بِمَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَآ أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُوٓا۟ إِلَى ٱلطَّـٰغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوٓا۟ أَن يَكْفُرُوا۟ بِهِۦ وَيُرِيدُ ٱلشَّيْطَـٰنُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلَـٰلًۢا بَعِيدًا •    ( النساء الآيات 58-60 ) 

● الآيات 56، 59 و 60 من سورة النساء واضحة وهي في موضوع طاعة ولي الأمر، وأثناء حياة رسول الله كان هو رئيس الدولة والحاكم فوجبت له الطاعة.
  يريد الله تعالى أن ينظم حياتنا المجتمعية، وينهانا أن نتحاكم للطاغوت  ( العقل الجمعي القبلي والآبائية والعرقية وغيرها ) .
  لكن شيوخ التراث دائما يجتزؤون الآيات. يطلقونها على ما يريدون ويوهمون الناس ان قول الله أطيعوا الرسول هو أطيعوا سنة الرسول ثم يجتزؤون السنة إلى سنة الرسول عند السنة ويتركون سنة الرسول عند الشيعة، ثم يزيدون من تصغير الدائرة فيحصرون السنة في فهم ابن تيمية ومن دار في فلكه.
  ولو إفترضنا جدلا أن أطيعوا الرسول في هذه الآيات تعني أطيعوه في أقواله وأفعاله، هل كان رسول الله يخالف القرآن؟ هل كان يشرع مع الله؟
  بالطبع سيقول لك مجانين التراث نعم. فالله يقول
  كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ ٱلْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْرًا ٱلْوَصِيَّةُ لِلْوَٰلِدَيْنِ وَٱلْأَقْرَبِينَ بِٱلْمَعْرُوفِ ۖ حَقًّا عَلَى ٱلْمُتَّقِينَ  ( البقرة 180 ) 
  
  لكن رسول التراث يقول لا وصية لوارث.
  فهو يخالف القرآن.
  أما نحن فنعتقد أن رسول القرآن لا يخالف القرآن. قال الله له:
  
  ٱتَّبِعْ مَآ أُوحِىَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ۖ لَآ إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ وَأَعْرِضْ عَنِ ٱلْمُشْرِكِينَ  ( الأنعام 106 ) 
  وَٱتَّبِعْ مَا يُوحَىٰٓ إِلَيْكَ وَٱصْبِرْ حَتَّىٰ يَحْكُمَ ٱللَّهُ ۚ وَهُوَ خَيْرُ ٱلْحَـٰكِمِينَ  ( يونس 109 ) 
  وَٱتَّبِعْ مَا يُوحَىٰٓ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا  ( الأحزاب 2 ) 
  فَإِذَا قَرَأْنَـٰهُ فَٱتَّبِعْ قُرْءَانَهُۥ  ( القيامة 18 ) 
  فقال:
  
  قُل لَّآ أَقُولُ لَكُمْ عِندِى خَزَآئِنُ ٱللَّهِ وَلَآ أَعْلَمُ ٱلْغَيْبَ وَلَآ أَقُولُ لَكُمْ إِنِّى مَلَكٌ ۖ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰٓ إِلَىَّ ۚ قُلْ هَلْ يَسْتَوِى ٱلْأَعْمَىٰ وَٱلْبَصِيرُ ۚ أَفَلَا تَتَفَكَّرُونَ  ( الأنعام 50 ) 
  وَإِذَا لَمْ تَأْتِهِم بِـَٔايَةٍ قَالُوا۟ لَوْلَا ٱجْتَبَيْتَهَا ۚ قُلْ إِنَّمَآ أَتَّبِعُ مَا يُوحَىٰٓ إِلَىَّ مِن رَّبِّى ۚ هَـٰذَا بَصَآئِرُ مِن رَّبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ  ( الأعراف 203 ) 
  قُلْ مَا كُنتُ بِدْعًا مِّنَ ٱلرُّسُلِ وَمَآ أَدْرِى مَا يُفْعَلُ بِى وَلَا بِكُمْ ۖ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰٓ إِلَىَّ وَمَآ أَنَا۠ إِلَّا نَذِيرٌ مُّبِينٌ  ( الأحقاف 9 ) 
  
  إذا فرسول الله متبع للقرآن، والحكم لله، والتشريع لله، ألم يروا أن الله يقول لرسوله لم تحرم ما أحل الله تبتغي مرضات أزواجك. كيف لا يستطيع أن يحرم على نفسه شيئا شخصيا ربما لا تأثير فيه على غيره ويستطيع أن يحرم على أمته ويشرع لهم من عنده.
  ما لكم كيف تحكمون.
  والله إن العقل التراثي فيه إنفصام وسكيزوفرينيا. مرة تجدهم يقولون كان رسول الله قرآنا يمشي على الأرض ومرة تجدهم يجعلونه أكبر مخالف للقرآن بزعمهم.
  
  ونأتي لآية ما آتاكم الرسول فخذوه. وهي كذلك بتدليسهم أخرجوها من سياقها، بل لا حاجة للسياق في هذه الآية، بل نجد معناها منها نفسها.
  

★ مَّآ أَفَآءَ ٱللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِۦ مِنْ أَهْلِ ٱلْقُرَىٰ فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِى ٱلْقُرْبَىٰ وَٱلْيَتَـٰمَىٰ وَٱلْمَسَـٰكِينِ وَٱبْنِ ٱلسَّبِيلِ كَىْ لَا يَكُونَ دُولَةًۢ بَيْنَ ٱلْأَغْنِيَآءِ مِنكُمْ ۚ وَمَآ ءَاتَىٰكُمُ ٱلرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَىٰكُمْ عَنْهُ فَٱنتَهُوا۟ ۚ وَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ ۖ إِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ •    ( الحشر آية 7 ) 

● إنها في الفيء، في الأموال، سواء مما يجمع من القرى التابعة لحكم المدينة أو من غنائم الحروب التي ينتصر فيها المسلمون دفاعا عن أنفسهم. تلك الأموال جعلها الله من نصيب الفقراء والمساكين لكي لا تكون دولة بين الأغنياء، فيزدادون غنى. وهنا يقول الله لأولئك الذين لا يقنعون بما أعطاهم رسول الله بأن ينتهوا عن ذلك. ذلك لأن :
  وَمِنْهُم مَّن يَلْمِزُكَ فِى ٱلصَّدَقَـٰتِ فَإِنْ أُعْطُوا۟ مِنْهَا رَضُوا۟ وَإِن لَّمْ يُعْطَوْا۟ مِنْهَآ إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ  ( التوبة 58 ) 
  
  إذا إخواني كلما ردد عليكم أحد شيوخ التراث هذه الآيات، ستعرفون أنهم مجرد بباغاوات يرددون أقوال آبائهم وهم لا يفقهون ما يقولون.
  والآن بقيت لنا  ( النساء 65 ) 

★ فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا۟ فِىٓ أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا۟ تَسْلِيمًا •    ( النساء آية 65 ) 

● والسؤال هنا لشيوخ التراث، هل رسول الله يحكم بما أنزل الله أم برأيه وسنته، وهل حكمه يخالف القرآن أم أن حكمه بالقرآن
  لنسأل القرآن. فشيوخ الظلام لن نجد في جوابهم إلا الظلام.
  

★ إِنَّآ أَنزَلْنَآ إِلَيْكَ ٱلْكِتَـٰبَ بِٱلْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ ٱلنَّاسِ بِمَآ أَرَىٰكَ ٱللَّهُ ۚ وَلَا تَكُن لِّلْخَآئِنِينَ خَصِيمًا •    ( النساء آية 105 ) 

★ كَانَ ٱلنَّاسُ أُمَّةً وَٰحِدَةً فَبَعَثَ ٱللَّهُ ٱلنَّبِيِّـۧنَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ ٱلْكِتَـٰبَ بِٱلْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ ٱلنَّاسِ فِيمَا ٱخْتَلَفُوا۟ فِيهِ ۚ وَمَا ٱخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا ٱلَّذِينَ أُوتُوهُ مِنۢ بَعْدِ مَا جَآءَتْهُمُ ٱلْبَيِّنَـٰتُ بَغْيًۢا بَيْنَهُمْ ۖ فَهَدَى ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ لِمَا ٱخْتَلَفُوا۟ فِيهِ مِنَ ٱلْحَقِّ بِإِذْنِهِۦ ۗ وَٱللَّهُ يَهْدِى مَن يَشَآءُ إِلَىٰ صِرَٰطٍ مُّسْتَقِيمٍ •    ( البقرة آية 213 ) 

★ أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ أُوتُوا۟ نَصِيبًا مِّنَ ٱلْكِتَـٰبِ يُدْعَوْنَ إِلَىٰ كِتَـٰبِ ٱللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّىٰ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ وَهُم مُّعْرِضُونَ •    ( آل عمران آية 23 ) 

● والجواب من القرآن، والقرآن لا يخيب من جاءه بحثا عن الهداية. إنه حقا تبيان لكل شيء، لكن الذين في قلوبهم مرض لن يروه أبدا كذلك. هم يرونه غير مبين وناقص ويحتاج إلى سنهتم المزعومة، كذلك يصرف الله عنهم آياته
  
  وَجَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِىٓ ءَاذَانِهِمْ وَقْرًا ۚ وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِى ٱلْقُرْءَانِ وَحْدَهُۥ وَلَّوْا۟ عَلَىٰٓ أَدْبَـٰرِهِمْ نُفُورًا  ( الإسراء 46 )  ) 
  
  لاحظ، ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِى ٱلْقُرْءَانِ وَحْدَهُ وليس ذكرت ربك وحده في القرآن. فالذكر في القرآن وحده
  
  الحكم من الكتاب، والجميع مدعوون للتحاكم إلى الكتاب، والرسول يحكم بين الناس بالكتاب.
  
  وبعد هذا كله تجد بعضهم يتشبث بكل ما يمكنه صرفهم عن كتاب الله فيقولون أن الله تعالى يقول
  وَٱذْكُرْنَ مَا يُتْلَىٰ فِى بُيُوتِكُنَّ مِنْ ءَايَـٰتِ ٱللَّهِ وَٱلْحِكْمَةِ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا  ( الأحزاب 34 ) 
  وَلَوْلَا فَضْلُ ٱللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُۥ لَهَمَّت طَّآئِفَةٌ مِّنْهُمْ أَن يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّآ أَنفُسَهُمْ ۖ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِن شَىْءٍ ۚ وَأَنزَلَ ٱللَّهُ عَلَيْكَ ٱلْكِتَـٰبَ وَٱلْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُن تَعْلَمُ ۚ وَكَانَ فَضْلُ ٱللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا  ( النساء 113 ) 
  فالحكمة هي السنة بزعمهم.
  نقول لهم حتى لو جئنا بجواب على هذا الزعم الباطل، سيأتيكم شياطين الإنس والجن بألف باب لكي يصدوكم عن كتاب الله، ويزيدوا من تشربكم لعجل التراث في قلوبكم.
  لكن على غير عادتنا بإجابتكم بالقرآن. سنسأل آباءكم عن الحكمة:
  
  قال أبو إسماعيلَ الهَرَويُّ:  ( الحِكمةُ اسمٌ لإحكامِ وَضعِ الشَّيءِ في موضِعِهـ )   .
  وقال ابنُ القَيِّمِ:  ( الحِكمةُ: فِعلُ ما ينبغي، على الوجهِ الذي ينبغي، في الوقتِ الذي ينبغي )   .
  وقال النَّوويُّ:  ( الحِكمةُ: عبارةٌ عن العلمِ المتَّصِفِ بالإحكامِ، المشتَمِلِ على المعرفةِ باللَّهِ تبارك وتعالى، المصحوبِ بنفاذِ البصيرةِ، وتهذيبِ النَّفسِ، وتحقيقِ الحَقِّ والعَمَلِ به، والصَّدِّ عن اتِّباعِ الهوى والباطِلِ، والحكيمُ مَن له ذلك )   .
  وقيل:  ( الحِكمةُ: كُلُّ ما منع من الجهلِ، وزَجَر عن القبيحِ )   .
  وقيل: الحِكمةُ: فضيلةٌ تمنعُ صاحِبَها من الجَهلِ في القولِ والعَمَلِ، وتصُدُّه عن سوءِ التَّصرُّفِ والمعاملةِ، وتحذِّرُه رذيلةَ الاندفاعِ والعَجَلةِ، وتُعلِّمُه أن يَضَعَ كُلَّ شيءٍ في موضِعِه  .
  
  وقال أبو مالك: الحكمة: السنة.
  وقال زيد بن أسلم: الحكمة: العقل.
  وقال مالك: وإنه ليقع في قلبي أن الحكمة هي: الفقه في الله، وأمر يدخله الله في القلوب من رحمته وفضله.
  قال السدي: الحكمة: النبوة.
  وهذه الأقوال ذكرها ابن كثير ثم عقب قائلًا: والصحيح أن الحكمة -كما قال الجمهور- لا تختص بالنبوة، بل هي أعم منها، وأعلاها النبوة، والرسالة أخص  ( ١ )  ولكن لأتباع الأنبياء حظ من الخير على سبيل التبع، كما جاء في بعض الأحاديث  ( ٢ )  .
  وقال عبد الرحمن السعدي مفسرًا الحكمة:
  الحكمة، هي: العلوم النافعة والمعارف الصائبة، والعقول المسددة، والألباب الرزينة، وإصابة الصواب في الأقوال والأفعال، ثم قال: وجميع الأمور لا تصلح إلا بالحكمة، التي هي: وضع الأشياء مواضعها، وتنزيل الأمور منازلها، والإقدام في محل الإقدام، والإحجام في موضع الإحجام  ( ٣ )  .
  وقال القاسمي في تفسير الحكمة:
  قال كثيرون: الحكمة: إتقان العلم والعمل، وبعبارة أخرى: معرفة الحق والعمل به  ( ٤ )  .
  وقال الرازي: والمراد بالحكمة: إما العلم، وإما فعل الصواب  ( ٥ ) 
  
  

● من خلال هذه الأقوال وغيرها يعرف المسلم البسيط كيف يدلس عليه شيوخ الظلام فيأتونه بقول واحد  ( وهو الأقل بين الأقوال )  فيقولون أن الحكمة هي السنة.
  
  وينسون أن لقمان كان حكيما وحسب إجماعهم لم يكن نبيا. ولا يرون أن الحكمة متاحة للجميع.
  يُؤْتِى ٱلْحِكْمَةَ مَن يَشَآءُ ۚ وَمَن يُؤْتَ ٱلْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِىَ خَيْرًا كَثِيرًا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّآ أُو۟لُوا۟ ٱلْأَلْبَـٰبِ  ( البقرة 269 ) 
  
  وينسون أن القرآن نفسه حكيم
  ذَٰلِكَ نَتْلُوهُ عَلَيْكَ مِنَ ٱلْـَٔايَـٰتِ وَٱلذِّكْرِ ٱلْحَكِيمِ  ( آل عمران 58 ) 
  بِسْمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحْمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ الٓر ۚ تِلْكَ ءَايَـٰتُ ٱلْكِتَـٰبِ ٱلْحَكِيمِ  ( يونس 1 ) 
  تِلْكَ ءَايَـٰتُ ٱلْكِتَـٰبِ ٱلْحَكِيمِ  ( لقمان 2 ) 
  
  وفي الختام نذكرهم أن الله سيسألنا عن آياته لا غير
  
  أَلَمْ تَكُنْ ءَايَـٰتِى تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ فَكُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ  ( المؤمنون 105 ) 
  
  ورسول الله سيبرأ إلى الله منهم فيقول
  وَقَالَ ٱلرَّسُولُ يَـٰرَبِّ إِنَّ قَوْمِى ٱتَّخَذُوا۟ هَـٰذَا ٱلْقُرْءَانَ مَهْجُورًا  ( الفرقان 30 )
                

By admin - 15/05/2025, 13:38    🌍     • 5   views     • 0 Replies

Replies

No replies yet. Be the first to reply!

Similar blogs