By admin - 28/03/2025, 18:11    🌍     • 170   views     • 0 Replies


ما هي العبادة وما معنى أن نعبد الله


لكي نفهم معنى العبادة سنستعين بقول ابراهيم عليه السلام لأبيه:

وَٱذْكُرْ فِى ٱلْكِتَـٰبِ إِبْرَٰهِيمَ ۚ إِنَّهُۥ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا (مريم 41)
إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَـٰٓأَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِى عَنكَ شَيْـًٔا (مريم 42)
يَـٰٓأَبَتِ إِنِّى قَدْ جَآءَنِى مِنَ ٱلْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَٱتَّبِعْنِىٓ أَهْدِكَ صِرَٰطًا سَوِيًّا (مريم 43)
يَـٰٓأَبَتِ لَا تَعْبُدِ ٱلشَّيْطَـٰنَ ۖ إِنَّ ٱلشَّيْطَـٰنَ كَانَ لِلرَّحْمَـٰنِ عَصِيًّا (مريم 44)
يَـٰٓأَبَتِ إِنِّىٓ أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ ٱلرَّحْمَـٰنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَـٰنِ وَلِيًّا (مريم 45)
قَالَ أَرَاغِبٌ أَنتَ عَنْ ءَالِهَتِى يَـٰٓإِبْرَٰهِيمُ ۖ لَئِن لَّمْ تَنتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ ۖ وَٱهْجُرْنِى مَلِيًّا (مريم 46)
قَالَ سَلَـٰمٌ عَلَيْكَ ۖ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّىٓ ۖ إِنَّهُۥ كَانَ بِى حَفِيًّا (مريم 47)

كان أبوه يعبد الأصنام وله آلهة وكذلك كان قوم إبراهيم عليه السلام. لكن نبي الله إبراهيم قال له لا تعبد الشيطان. فهل كان يعبد الأصنام أم الشيطان.
إذا فالعبادة شيئ غير ما هو متعارف عليه بيننا. لكن لنواصل البحث
يقول الله تعالى

وَٱمْتَـٰزُوا۟ ٱلْيَوْمَ أَيُّهَا ٱلْمُجْرِمُونَ (يس 59)
أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَـٰبَنِىٓ ءَادَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا۟ ٱلشَّيْطَـٰنَ ۖ إِنَّهُۥ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ (يس 60)
وَأَنِ ٱعْبُدُونِى ۚ هَـٰذَا صِرَٰطٌ مُّسْتَقِيمٌ (يس 61)
وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا ۖ أَفَلَمْ تَكُونُوا۟ تَعْقِلُونَ (يس 62)
هَـٰذِهِۦ جَهَنَّمُ ٱلَّتِى كُنتُمْ تُوعَدُونَ (يس 63)

الله تعالى يخاطب المجرمين من بني آدم. انهم كانوا يعبدون الشيطان. لكننا نعلم أن أغلب المجرمين لا يعترفون بالشيطان ولا يتوجهون إليه بالعبادة التي تتبادر إلى الذهن العامي.

فكيف نهانا الله تعالى عن عبادة الشيطان.

يقول الله تعالى

يَـٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ كُلُوا۟ مِمَّا فِى ٱلْأَرْضِ حَلَـٰلًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا۟ خُطُوَٰتِ ٱلشَّيْطَـٰنِ ۚ إِنَّهُۥ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ (البقرة 168)
يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ ٱدْخُلُوا۟ فِى ٱلسِّلْمِ كَآفَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا۟ خُطُوَٰتِ ٱلشَّيْطَـٰنِ ۚ إِنَّهُۥ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ (البقرة 208)
وَمِنَ ٱلْأَنْعَـٰمِ حَمُولَةً وَفَرْشًا ۚ كُلُوا۟ مِمَّا رَزَقَكُمُ ٱللَّهُ وَلَا تَتَّبِعُوا۟ خُطُوَٰتِ ٱلشَّيْطَـٰنِ ۚ إِنَّهُۥ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ (الأنعام 142)
يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّبِعُوا۟ خُطُوَٰتِ ٱلشَّيْطَـٰنِ ۚ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَٰتِ ٱلشَّيْطَـٰنِ فَإِنَّهُۥ يَأْمُرُ بِٱلْفَحْشَآءِ وَٱلْمُنكَرِ ۚ وَلَوْلَا فَضْلُ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُۥ مَا زَكَىٰ مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ يُزَكِّى مَن يَشَآءُ ۗ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (النور 21)


إذن إتباع خطوات الشيطان هو عبادته. وعبادة الله تعالى هو إتباع صراطه المستقيم

وَأَنِ ٱعْبُدُونِى ۚ هَـٰذَا صِرَٰطٌ مُّسْتَقِيمٌ (يس 61)

العبادة هي الإتباع

يقول الله تعالى مخاطبا موسى عليه السلام:

إِنِّىٓ أَنَا۠ رَبُّكَ فَٱخْلَعْ نَعْلَيْكَ ۖ إِنَّكَ بِٱلْوَادِ ٱلْمُقَدَّسِ طُوًى (طه 12)
إِنَّنِىٓ أَنَا ٱللَّهُ لَآ إِلَـٰهَ إِلَّآ أَنَا۠ فَٱعْبُدْنِى وَأَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ لِذِكْرِىٓ (طه 14)
وَأَنَا ٱخْتَرْتُكَ فَٱسْتَمِعْ لِمَا يُوحَىٰٓ (طه 13)


يقول له اعبدني وأقم الصلاة . أي أن الصلاة شيء غير العبادة أو هو جزء و مظهر من مظاهر العبادة

وبالمعنى الذي توصلنا اليه سابقا. قال له الله تعالى إتبعني وأقم الصلاه لذكري.


إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ رَبِّى وَرَبُّكُمْ فَٱعْبُدُوهُ ۚ هَـٰذَا صِرَٰطٌ مُّسْتَقِيمٌ (الزخرف 64)
إِنَّ ٱللَّهَ رَبِّى وَرَبُّكُمْ فَٱعْبُدُوهُ ۗ هَـٰذَا صِرَٰطٌ مُّسْتَقِيمٌ (آل عمران 51)
وَإِنَّ ٱللَّهَ رَبِّى وَرَبُّكُمْ فَٱعْبُدُوهُ ۚ هَـٰذَا صِرَٰطٌ مُّسْتَقِيمٌ (مريم 36)
يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ ٱرْكَعُوا۟ وَٱسْجُدُوا۟ وَٱعْبُدُوا۟ رَبَّكُمْ وَٱفْعَلُوا۟ ٱلْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ۩ (الحج 77)

في الآية 77 من سورة الحج يدعونا الله تعالى أن نسجد له أي نخضع له سبحانه و نركع له سبحانه أي نطيعه ونخضع له  و أن نعبده أي نتبع طريقه المستقيم. وأن نفعل الخير. هذا فقط ما يطلبه الله منا. 

وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ فَيَقُولُ ءَأَنتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِى هَـٰٓؤُلَآءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا۟ ٱلسَّبِيلَ (الفرقان 17)

في هذه الآيه كذلك ارتبطت العبادة بالإتباع. فاتبعوهم فأضلوهم السبيل

وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَـٰٓئِكَةِ أَهَـٰٓؤُلَآءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا۟ يَعْبُدُونَ (34-سبأ 40) 
قَالُوا۟ سُبْحَـٰنَكَ أَنتَ وَلِيُّنَا مِن دُونِهِم ۖ بَلْ كَانُوا۟ يَعْبُدُونَ ٱلْجِنَّ ۖ أَكْثَرُهُم بِهِم مُّؤْمِنُونَ (34-سبأ 41) 

هنا كذلك تبرأت الملائكة من المجرمين. ما كانوأ يتبعون الملائكة. بل يتبعون النخبة من الكبراء والملوك ورجال الأعمال الذين يحكمون العالم في الخفاء. (ولمن يتعجب من كون الجن هم النخبة من البشر. فليبحث في هذا الموضوع). 

وَٱلَّذِينَ ٱجْتَنَبُوا۟ ٱلطَّـٰغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوٓا۟ إِلَى ٱللَّهِ لَهُمُ ٱلْبُشْرَىٰ ۚ فَبَشِّرْ عِبَادِ (الزمر 17)

الذين اجتنبوا اتباع الطواغيت والكبراء والظلمة من الحكام في ظلمهم وتوجهوا الى طريق الله . لهم البشرى


وَمَا خَلَقْتُ ٱلْجِنَّ وَٱلْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (الذاريات 56)


وهنا الآية الشاملة. تقول لنا ان الله سبحانه وتعالى رب العالمين ما خلقنا الا لنتبع سراطه المستقيم. أي لنعبده. وليس كما أفهمنا العقل التراثي الذي لا يرى الا التدين الميكانيكي الفارغ من محتواه. 

وقد يسأل سائل. لماذا نتبع الله تعالى. الجواب أن اتباع الله تعالى هو اتباع الفطرة السليمة. والفطرة الإنسانية إن لم تتعرض لتأثيرات خارجية. تميل إلى الخير وتأبى الظلم.

وعبادة الله تعالى أي اتباع الطريق المستقيم ليس هو الغاية النهائية. بل هو فقط وسيلة.

يَـٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱعْبُدُوا۟ رَبَّكُمُ ٱلَّذِى خَلَقَكُمْ وَٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (البقرة 21)


أنظروا ان النداء للناس جميعا أن يعبدوا الله أي يتبعوا سبيل الخير والطريق الصحيح. لو كانت العبادة بالمعنى التراثي لما صاغ النداء هنا. والغاية من اتباع الله هو تحقيق التقوى أي عدم العدوان. أي تحقيق مجتمع بدون ظلم . مجتمع مسالم. 

والتقوى ليست الغاية النهائية. بل هي على الرغم من أنها غاية عظيمه فهي وسيلة لغاية أكبر منها بل هي أعظم الغايات التي خلق من أجلها الإنسان

وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ ٱللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ ۖ فَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (آل عمران 123)

والشكر غاية عظيمة جنى عليها ابليس واعتدى فزورها في عقول المسلمين فظنوا انها قول كلمة الشكر.

الشكر هو تفيل نعم الله واستعمالها في إعمار الأرض. وتحقيق غاية الإستخلاف في الأرض


وَٱللَّهُ أَخْرَجَكُم مِّنۢ بُطُونِ أُمَّهَـٰتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْـًٔا وَجَعَلَ لَكُمُ ٱلسَّمْعَ وَٱلْأَبْصَـٰرَ وَٱلْأَفْـِٔدَةَ ۙ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (النحل 78)
وَهُوَ ٱلَّذِىٓ أَنشَأَ لَكُمُ ٱلسَّمْعَ وَٱلْأَبْصَـٰرَ وَٱلْأَفْـِٔدَةَ ۚ قَلِيلًا مَّا تَشْكُرُونَ (المؤمنون 78)
ثُمَّ سَوَّىٰهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِۦ ۖ وَجَعَلَ لَكُمُ ٱلسَّمْعَ وَٱلْأَبْصَـٰرَ وَٱلْأَفْـِٔدَةَ ۚ قَلِيلًا مَّا تَشْكُرُونَ (السجدة 9)
قُلْ هُوَ ٱلَّذِىٓ أَنشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ ٱلسَّمْعَ وَٱلْأَبْصَـٰرَ وَٱلْأَفْـِٔدَةَ ۖ قَلِيلًا مَّا تَشْكُرُونَ (الملك 23)



البحث في غاية الشكر يبين لنا انه مرتبط بتفعيل العقل والسمع والبصر وتسخير القوانين والسنن 


وَمَا يَسْتَوِى ٱلْبَحْرَانِ هَـٰذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَآئِغٌ شَرَابُهُۥ وَهَـٰذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ ۖ وَمِن كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا ۖ وَتَرَى ٱلْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ لِتَبْتَغُوا۟ مِن فَضْلِهِۦ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (فاطر 12)
وَمِنْ ءَايَـٰتِهِۦٓ أَن يُرْسِلَ ٱلرِّيَاحَ مُبَشِّرَٰتٍ وَلِيُذِيقَكُم مِّن رَّحْمَتِهِۦ وَلِتَجْرِىَ ٱلْفُلْكُ بِأَمْرِهِۦ وَلِتَبْتَغُوا۟ مِن فَضْلِهِۦ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (الروم 46)
                

By admin - 28/03/2025, 18:11    🌍     • 170   views     • 0 Replies

Replies

No replies yet. Be the first to reply!

Similar blogs