By neo - 19/01/2025, 20:19    🌍     • 13   views     • 0 Replies


لن يضروك


تفكر وتدبر وإعادة نظر فقط.

واعلم: أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف.
حديث عبدالله بن عباس رضي الله عنه


موضوع القضاء والقدر معقد جدا وليس بهذه السهولة. كتب فيه الأقدمون والمتأخرون.

{ ظَهَرَ ٱلۡفَسَادُ فِی ٱلۡبَرِّ وَٱلۡبَحۡرِ بِمَا كَسَبَتۡ أَیۡدِی ٱلنَّاسِ لِیُذِیقَهُم بَعۡضَ ٱلَّذِی عَمِلُوا۟ لَعَلَّهُمۡ یَرۡجِعُونَ }
[سُورَةُ الرُّومِ: ٤١]

فالفساد والظلم مصدره الناس ويعود عليهم بالعذاب. (ليذيقهم بعض الذي عملوا).

{ مَّاۤ أَصَابَكَ مِنۡ حَسَنَةࣲ فَمِنَ ٱللَّهِۖ وَمَاۤ أَصَابَكَ مِن سَیِّئَةࣲ فَمِن نَّفۡسِكَۚ وَأَرۡسَلۡنَـٰكَ لِلنَّاسِ رَسُولࣰاۚ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِیدࣰا }
[سُورَةُ النِّسَاءِ: ٧٩]

حسب هذه الآية فالشرور تصيبنا بسبب أنفسنا. أو بسبب بشر مثلنا. لو كان البشر كلهم منفقون هل سيكون مناك فقر؟. لو كان البشر متشاركون في نشر الحقيقة والمعلومة الصحيحة دون تدخل شيطاني (عصبية، عرقية ، قبلية، انانية...) هل سيكون هناك جهل؟ هل ستتغلب البشرية على الأمراض ويطول عمر الإنسان..؟

{ قَالَ أَفَرَءَیۡتُم مَّا كُنتُمۡ تَعۡبُدُونَ (٧٥) أَنتُمۡ وَءَابَاۤؤُكُمُ ٱلۡأَقۡدَمُونَ (٧٦) فَإِنَّهُمۡ عَدُوࣱّ لِّیۤ إِلَّا رَبَّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ (٧٧) ٱلَّذِی خَلَقَنِی فَهُوَ یَهۡدِینِ (٧٨) وَٱلَّذِی هُوَ یُطۡعِمُنِی وَیَسۡقِینِ (٧٩) وَإِذَا مَرِضۡتُ فَهُوَ یَشۡفِینِ (٨٠) }
[سُورَةُ الشُّعَرَاءِ: ٧٥-٨٠]

الله تعالى هو مصدر الخير فهو يُطْعِم ويسقي (بأسباب بشرية) لكن المرض منا نحن وإذا مَرِضْت (أنا) فهو يشفين. فهل نعتبر قول إبراهيم عليه السلام تأدُّبا أم أنه يقول الحقيقة ولا يجب ان ننسُبَ الشرور لله. والعارفون بالله يعرفون هذا جيدا وسأضرب مثالين يؤكدان ان القضاء والقدر موضوع معقد للغاية.
المثال الأول : في معركة بدر. استمر رسول الله في الدعاء لله ورفع يديه الشريفتين حتى سقط رداءه. فقيل له يا رسول الله قد وعدك الله بالنصر. ومع ذلك استمر رسول الله بالدعاء. ليس لأن وعد الله محل شك. لكن نيات البشر وعزمَهم واستحقاقهم لهذا النصر هو محل الشك....
المثال الثاني: رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله الطيبين. قد نَبَّأه الله بالفتن التي ستصيب أمته، ونبأه بما سيحدث لآل بيته وقال لهم أنتم المستضعفون بعدي. وهناك الكثير من الأحاديث في هذا الباب وهذا فقط ما تفلت من بين يدي ظالمي بني أمية ووصلنا. لكنه صلى الله عليه وسلم أعرف العارفين بالله وبسننه في الكون. فكان يُمَنِّي النفس أن يتغير المستقبل الذي أراه الله. فثبث عنه أنه وفي فراش الموت دعا بمن يأتيه بما يكتب عليهم فيه وصية تمنع أمته من الضلالة والتقاتل وهذا معنى قرآني كثير جدا. تجد هذه الروح في كل آيات الكتاب. ان الله يريد الفلاح للناس ولو اتبعوا رسالته لتحققت المعجزات في الأرض: 

{ وَلَوۡ أَنَّهُمۡ أَقَامُوا۟ ٱلتَّوۡرَىٰةَ وَٱلۡإِنجِیلَ وَمَاۤ أُنزِلَ إِلَیۡهِم مِّن رَّبِّهِمۡ لَأَكَلُوا۟ مِن فَوۡقِهِمۡ وَمِن تَحۡتِ أَرۡجُلِهِمۚ مِّنۡهُمۡ أُمَّةࣱ مُّقۡتَصِدَةࣱۖ وَكَثِیرࣱ مِّنۡهُمۡ سَاۤءَ مَا یَعۡمَلُونَ }
[سُورَةُ المَائـِدَةِ: ٦٦]

 وهذا ليس امنية مستحيلة. بل يسيرة جدا. لكن هل البشر اتبعوا؟. رسول الله يعرف هذا. يعرف أنه لو اتبعه اصحابه في وصيته لكان خيرا لهم. فهل عدم اتباعهم كان لأن الله كتب في الأزل أنهم سيتقاتلون؟. هنا صعوبة الأمر. هنا مكمن التعقيد. الله تعالى علام الغيوب. يعلم الممكن وغير الممكن لوكان كان كيف يكون. فبالتأكيد هو يعلم أنهم لن يتبعوا. لكن أليس هذا اختيارهم ولو أنه لا يرضي الله.
{ إِن تَكۡفُرُوا۟ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَنِیٌّ عَنكُمۡۖ وَلَا یَرۡضَىٰ لِعِبَادِهِ ٱلۡكُفۡرَۖ وَإِن تَشۡكُرُوا۟ یَرۡضَهُ لَكُمۡۗ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةࣱ وِزۡرَ أُخۡرَىٰۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُم مَّرۡجِعُكُمۡ فَیُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَۚ إِنَّهُۥ عَلِیمُۢ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ }
[سُورَةُ الزُّمَرِ: ٧]
المسألة ليست بالسهلة. هنا أتذكر تجربة التطابق في ميكانيكا الكم. إن راقبنا الإلكترون عن بعد فإنه يفعل الشيء وضده في آن واحد وإن اقتربنا وراقبناه عن كثب إنهارت دالة الموجة الخاصة به فتصرف تصرفا متوقعا لا كموم فيه. ولله المثل الأعلى يعلم كل الإمكانيات وكل نتائج الأسباب فكل شخص منا هو عالم لامتناهي من الحالات(الكمومية، المتطابقة superposition) ولا وعي لنا ولا إدراك الا بالنتيجة النهائية لما تنهار دالة الموجة وظهر إختيارنا الذي ربما هو واحد من ملايين الإختيارات. كان بالإمكان ان تطيل عمرك أو تنقص منه أو تتجنب مصيبة أو...
{ یَمۡحُوا۟ ٱللَّهُ مَا یَشَاۤءُ وَیُثۡبِتُۖ وَعِندَهُۥۤ أُمُّ ٱلۡكِتَـٰبِ }
[سُورَةُ الرَّعۡدِ: ٣٩]

{ وَٱللَّهُ خَلَقَكُم مِّن تُرَابࣲ ثُمَّ مِن نُّطۡفَةࣲ ثُمَّ جَعَلَكُمۡ أَزۡوَ ٰ⁠جࣰاۚ وَمَا تَحۡمِلُ مِنۡ أُنثَىٰ وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلۡمِهِۦۚ وَمَا یُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرࣲ وَلَا یُنقَصُ مِنۡ عُمُرِهِۦۤ إِلَّا فِی كِتَـٰبٍۚ إِنَّ ذَ ٰ⁠لِكَ عَلَى ٱللَّهِ یَسِیرࣱ }
[سُورَةُ فَاطِرٍ: ١١]

هناك من يزداد في عمره وهناك من ينقص من عمره. فالأمر متغير وغير ثابت ويمحو الله ويثبت!!! 

{ سَنَفۡرُغُ لَكُمۡ أَیُّهَ ٱلثَّقَلَانِ (٣١) فَبِأَیِّ ءَالَاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٣٢) }
[سُورَةُ الرَّحۡمَٰن: ٣١-٣٢]

{ وَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱلۡحَیِّ ٱلَّذِی لَا یَمُوتُ وَسَبِّحۡ بِحَمۡدِهِۦۚ وَكَفَىٰ بِهِۦ بِذُنُوبِ عِبَادِهِۦ خَبِیرًا }
[سُورَةُ الفُرۡقَانِ: ٥٨]

                

By neo - 19/01/2025, 20:19    🌍     • 13   views     • 0 Replies

Replies

No replies yet. Be the first to reply!

Similar blogs