By neo - 19/01/2025, 18:15 🌍 • 12 views • 0 Replies
سجود الملائكة
بسم الله الرحمن الرحيم سجود الملائكة { وَإِذۡ قَالَ رَبُّكَ لِلۡمَلَـٰۤىِٕكَةِ إِنِّی جَاعِلࣱ فِی ٱلۡأَرۡضِ خَلِیفَةࣰۖ قَالُوۤا۟ أَتَجۡعَلُ فِیهَا مَن یُفۡسِدُ فِیهَا وَیَسۡفِكُ ٱلدِّمَاۤءَ وَنَحۡنُ نُسَبِّحُ بِحَمۡدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَۖ قَالَ إِنِّیۤ أَعۡلَمُ مَا لَا تَعۡلَمُونَ (٣٠) وَعَلَّمَ ءَادَمَ ٱلۡأَسۡمَاۤءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمۡ عَلَى ٱلۡمَلَـٰۤىِٕكَةِ فَقَالَ أَنۢبِـُٔونِی بِأَسۡمَاۤءِ هَـٰۤؤُلَاۤءِ إِن كُنتُمۡ صَـٰدِقِینَ (٣١) قَالُوا۟ سُبۡحَـٰنَكَ لَا عِلۡمَ لَنَاۤ إِلَّا مَا عَلَّمۡتَنَاۤۖ إِنَّكَ أَنتَ ٱلۡعَلِیمُ ٱلۡحَكِیمُ (٣٢) قَالَ یَـٰۤـَٔادَمُ أَنۢبِئۡهُم بِأَسۡمَاۤىِٕهِمۡۖ فَلَمَّاۤ أَنۢبَأَهُم بِأَسۡمَاۤىِٕهِمۡ قَالَ أَلَمۡ أَقُل لَّكُمۡ إِنِّیۤ أَعۡلَمُ غَیۡبَ ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَأَعۡلَمُ مَا تُبۡدُونَ وَمَا كُنتُمۡ تَكۡتُمُونَ (٣٣) وَإِذۡ قُلۡنَا لِلۡمَلَـٰۤىِٕكَةِ ٱسۡجُدُوا۟ لِـَٔادَمَ فَسَجَدُوۤا۟ إِلَّاۤ إِبۡلِیسَ أَبَىٰ وَٱسۡتَكۡبَرَ وَكَانَ مِنَ ٱلۡكَـٰفِرِینَ (٣٤) } [سُورَةُ البَقَرَةِ: ٣٠-٣٤] قبل البدء في تدبر الآيات الكريمة السابقة من سورة البقرة، لابد من معرفة شخصيات القصة قرآنيا وأعني بالشخصيات الملائكة وآدم. لنبدأ بمعرفة الملائكة الملائكة لكل منهم عمل محدد لايحيدون عنه ولا يعصون الله ما أمرهم { وَمَا مِنَّاۤ إِلَّا لَهُۥ مَقَامࣱ مَّعۡلُومࣱ (١٦٤) وَإِنَّا لَنَحۡنُ ٱلصَّاۤفُّونَ (١٦٥) وَإِنَّا لَنَحۡنُ ٱلۡمُسَبِّحُونَ (١٦٦) } [سُورَةُ الصَّافَّاتِ: ١٦٤-١٦٦] { وَقَالُوا۟ ٱتَّخَذَ ٱلرَّحۡمَـٰنُ وَلَدࣰاۗ سُبۡحَـٰنَهُۥۚ بَلۡ عِبَادࣱ مُّكۡرَمُونَ (٢٦) لَا یَسۡبِقُونَهُۥ بِٱلۡقَوۡلِ وَهُم بِأَمۡرِهِۦ یَعۡمَلُونَ (٢٧) یَعۡلَمُ مَا بَیۡنَ أَیۡدِیهِمۡ وَمَا خَلۡفَهُمۡ وَلَا یَشۡفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ٱرۡتَضَىٰ وَهُم مِّنۡ خَشۡیَتِهِۦ مُشۡفِقُونَ (٢٨) ۞ وَمَن یَقُلۡ مِنۡهُمۡ إِنِّیۤ إِلَـٰهࣱ مِّن دُونِهِۦ فَذَ ٰلِكَ نَجۡزِیهِ جَهَنَّمَۚ كَذَ ٰلِكَ نَجۡزِی ٱلظَّـٰلِمِینَ (٢٩) } [سُورَةُ الأَنبِيَاءِ: ٢٦-٢٩] لكل منهم مقام معلوم ومهمة محددة، هناك كتبة أفعال الانسان { وَإِنَّ عَلَیۡكُمۡ لَحَـٰفِظِینَ (١٠) كِرَامࣰا كَـٰتِبِینَ (١١) یَعۡلَمُونَ مَا تَفۡعَلُونَ (١٢) } [سُورَةُ الانفِطَارِ: ١٠-١٢] { سَوَاۤءࣱ مِّنكُم مَّنۡ أَسَرَّ ٱلۡقَوۡلَ وَمَن جَهَرَ بِهِۦ وَمَنۡ هُوَ مُسۡتَخۡفِۭ بِٱلَّیۡلِ وَسَارِبُۢ بِٱلنَّهَارِ (١٠) لَهُۥ مُعَقِّبَـٰتࣱ مِّنۢ بَیۡنِ یَدَیۡهِ وَمِنۡ خَلۡفِهِۦ یَحۡفَظُونَهُۥ مِنۡ أَمۡرِ ٱللَّهِۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یُغَیِّرُ مَا بِقَوۡمٍ حَتَّىٰ یُغَیِّرُوا۟ مَا بِأَنفُسِهِمۡۗ وَإِذَاۤ أَرَادَ ٱللَّهُ بِقَوۡمࣲ سُوۤءࣰا فَلَا مَرَدَّ لَهُۥۚ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِۦ مِن وَالٍ (١١) } [سُورَةُ الرَّعۡدِ: ١٠-١١] أما حفظهم لنا فلازلت لا أفهمه. لكنهم يقومون بدورين الحفظ وكتابة الاعمال، نمر للنوع الثاني وهم الملائكة الذين يتوفون الأنفس وق يكونوا هم نفسهم الحفظة الكتبة { ۞ قُلۡ یَتَوَفَّىٰكُم مَّلَكُ ٱلۡمَوۡتِ ٱلَّذِی وُكِّلَ بِكُمۡ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُمۡ تُرۡجَعُونَ } [سُورَةُ السَّجۡدَةِ: ١١] { وَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّنِ ٱفۡتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِبًا أَوۡ قَالَ أُوحِیَ إِلَیَّ وَلَمۡ یُوحَ إِلَیۡهِ شَیۡءࣱ وَمَن قَالَ سَأُنزِلُ مِثۡلَ مَاۤ أَنزَلَ ٱللَّهُۗ وَلَوۡ تَرَىٰۤ إِذِ ٱلظَّـٰلِمُونَ فِی غَمَرَ ٰتِ ٱلۡمَوۡتِ وَٱلۡمَلَـٰۤىِٕكَةُ بَاسِطُوۤا۟ أَیۡدِیهِمۡ أَخۡرِجُوۤا۟ أَنفُسَكُمُۖ ٱلۡیَوۡمَ تُجۡزَوۡنَ عَذَابَ ٱلۡهُونِ بِمَا كُنتُمۡ تَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ غَیۡرَ ٱلۡحَقِّ وَكُنتُمۡ عَنۡ ءَایَـٰتِهِۦ تَسۡتَكۡبِرُونَ } [سُورَةُ الأَنۡعَامِ: ٩٣] وهناك أدوار أخرى كثيرة لكن ما يهمنا هو نوع من الملائكة خفي على الكثير من الناس أمرهم ومهمتهم على الرغم من أنهم الأكثر ذكرا في القرآن، وللبحث عنهم لابد من ملاحظة أمر في غاية الأهمية وهو ضمير المتكلمين في القرآن ، وعلى ما أظن أنه في غالب الأحيان يعني أن الملائكة هم المتكلمون، وهذا كثير جدا في القرآن. هناك منها الواضحة جدا كالآية السابقة من سورة الصافات { وَمَا مِنَّاۤ إِلَّا لَهُۥ مَقَامࣱ مَّعۡلُومࣱ (١٦٤) وَإِنَّا لَنَحۡنُ ٱلصَّاۤفُّونَ (١٦٥) وَإِنَّا لَنَحۡنُ ٱلۡمُسَبِّحُونَ (١٦٦) } [سُورَةُ الصَّافَّاتِ: ١٦٤-١٦٦] وهذه الآية من سورة مريم : { وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمۡرِ رَبِّكَۖ لَهُۥ مَا بَیۡنَ أَیۡدِینَا وَمَا خَلۡفَنَا وَمَا بَیۡنَ ذَ ٰلِكَۚ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِیࣰّا } [سُورَةُ مَرۡيَمَ: ٦٤] والآن أترك لك المجال ايها القارئ أن تفتح أي صفحة من القرآن ولن تلبث كثيرا قبل أن تجد ضمير المتكلمين وما عليك الا أن تسأل نفسك هل يمكن تأويل ضمير المتكلمين أنه يعود للملائكة. فعندما تجد آيات تتحدث عن عذاب القرى والأقوام السابقة، من أنزل العذاب، إنهم الملائكة و هناك حالة واحدة هي التي تم فيها التصريح بأن المعذبين هم الملائكة وذلك مع قوم لوط { ۞ قَالَ فَمَا خَطۡبُكُمۡ أَیُّهَا ٱلۡمُرۡسَلُونَ (٣١) قَالُوۤا۟ إِنَّاۤ أُرۡسِلۡنَاۤ إِلَىٰ قَوۡمࣲ مُّجۡرِمِینَ (٣٢) لِنُرۡسِلَ عَلَیۡهِمۡ حِجَارَةࣰ مِّن طِینࣲ (٣٣) مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ لِلۡمُسۡرِفِینَ (٣٤) فَأَخۡرَجۡنَا مَن كَانَ فِیهَا مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ (٣٥) فَمَا وَجَدۡنَا فِیهَا غَیۡرَ بَیۡتࣲ مِّنَ ٱلۡمُسۡلِمِینَ (٣٦) وَتَرَكۡنَا فِیهَاۤ ءَایَةࣰ لِّلَّذِینَ یَخَافُونَ ٱلۡعَذَابَ ٱلۡأَلِیمَ (٣٧) } [سُورَةُ الذَّارِيَاتِ: ٣١-٣٧] فهل قوم لوط استثناء وبدع من الأمم، طبعا لا، فيمكن اعتبار أن الملائكة يتصرفون في هذا الكون قد ينزلون العذاب على قوم ويزلزلوا بهم الارض وقد يرسلوا عليهم ريحا عاتية، وبالحديث عن الرياح نجد آيات كثيرة مثل : { وَٱللَّهُ ٱلَّذِیۤ أَرۡسَلَ ٱلرِّیَـٰحَ فَتُثِیرُ سَحَابࣰا فَسُقۡنَـٰهُ إِلَىٰ بَلَدࣲ مَّیِّتࣲ فَأَحۡیَیۡنَا بِهِ ٱلۡأَرۡضَ بَعۡدَ مَوۡتِهَاۚ كَذَ ٰلِكَ ٱلنُّشُورُ } [سُورَةُ فَاطِرٍ: ٩] { نَحۡنُ خَلَقۡنَـٰكُمۡ فَلَوۡلَا تُصَدِّقُونَ (٥٧) أَفَرَءَیۡتُم مَّا تُمۡنُونَ (٥٨) ءَأَنتُمۡ تَخۡلُقُونَهُۥۤ أَمۡ نَحۡنُ ٱلۡخَـٰلِقُونَ (٥٩) نَحۡنُ قَدَّرۡنَا بَیۡنَكُمُ ٱلۡمَوۡتَ وَمَا نَحۡنُ بِمَسۡبُوقِینَ (٦٠) عَلَىٰۤ أَن نُّبَدِّلَ أَمۡثَـٰلَكُمۡ وَنُنشِئَكُمۡ فِی مَا لَا تَعۡلَمُونَ (٦١) وَلَقَدۡ عَلِمۡتُمُ ٱلنَّشۡأَةَ ٱلۡأُولَىٰ فَلَوۡلَا تَذَكَّرُونَ (٦٢) أَفَرَءَیۡتُم مَّا تَحۡرُثُونَ (٦٣) ءَأَنتُمۡ تَزۡرَعُونَهُۥۤ أَمۡ نَحۡنُ ٱلزَّ ٰرِعُونَ (٦٤) لَوۡ نَشَاۤءُ لَجَعَلۡنَـٰهُ حُطَـٰمࣰا فَظَلۡتُمۡ تَفَكَّهُونَ (٦٥) إِنَّا لَمُغۡرَمُونَ (٦٦) بَلۡ نَحۡنُ مَحۡرُومُونَ (٦٧) أَفَرَءَیۡتُمُ ٱلۡمَاۤءَ ٱلَّذِی تَشۡرَبُونَ (٦٨) ءَأَنتُمۡ أَنزَلۡتُمُوهُ مِنَ ٱلۡمُزۡنِ أَمۡ نَحۡنُ ٱلۡمُنزِلُونَ (٦٩) لَوۡ نَشَاۤءُ جَعَلۡنَـٰهُ أُجَاجࣰا فَلَوۡلَا تَشۡكُرُونَ (٧٠) أَفَرَءَیۡتُمُ ٱلنَّارَ ٱلَّتِی تُورُونَ (٧١) ءَأَنتُمۡ أَنشَأۡتُمۡ شَجَرَتَهَاۤ أَمۡ نَحۡنُ ٱلۡمُنشِـُٔونَ (٧٢) نَحۡنُ جَعَلۡنَـٰهَا تَذۡكِرَةࣰ وَمَتَـٰعࣰا لِّلۡمُقۡوِینَ (٧٣) فَسَبِّحۡ بِٱسۡمِ رَبِّكَ ٱلۡعَظِیمِ (٧٤) } [سُورَةُ الوَاقِعَةِ: ٥٧-٧٤] كل هذه الآيات يمكن تأويلها على أنها تتحدث عن سنن الله في الكون من تحريك السحاب الى انبات النبات، وبالطبع فإن الله سبحانه وتعالى كما فعل مع كتابة الأعمال وتوفية الأنفس فقد كلف بهذه الأعمال ملائكة، وبالمثل يمكن أن نقول أن باقي قوانين الخليقة وسننها لها ملائكة ساهرون عليها لايفترون ولا يتوقفون أبدا وإلا توقفت قوانين الفيزياء والكون. قد يعتقد القارئ الكريم أننا ابتعدنا عن الموضوع بهذا الطواف الطويل على مهام الملائكة، لكنه في صلب الموضوع ولا نستطيع فهم آيات خلق آدم دونها. كما اتضح الآن للقارئ الكريم أن الملائكة هم المدبرون لهذا الكون بأمر الله طبعا وهم الساهرون على ألا تتعطل سنة الله في هذا الكون، بجميع أوجهها سواء كانت سنة مادية (قوانين فيزيائية) أو سنة اعتبارية(إحقاق الحق، العدل، عدم الإفساد...) فهذه مهمتهم ولهذا خلقوا لايحيدون عن هذه المهمة وهذا المقام المعلوم. فلو أنه طُلِبَ منهم أن يعطلوا أحد القوانين والسنن لما استجابوا ولامتنعوا، لأنهم مجبولون على السهر على هذه السنن والقيام عليها. وهنا جاء الأمر الإلهي بأنه سبحانه وتعالى سيخلق مخلوقا قادرا على أن يغير سنن الله ويبدلها كيف يشاء سيستطيع أن يمنع الجاذبية من أن تقف في وجهه فيستطيع الطيران، وسيغير من شكل سمكة السلمون الصغيرة وبعدلها وراثيا فتصبح ضخمة، وسيغير في البقرة فتصبح تدر كثيرا من الحليب.... وسيفعل أكثر من هذا. له الحرية المطلقة حتى في عدم عبادة الله. وهنا عجب الملائكة المكلفون بالكون كيف سيكون من سيغير القوانين التي هم ساهرون عليها، وهنا جاء الأمر الموالي وهو أمر الملائكة أن يذعنوا (يسجدوا) لهذا المخلوق عندما يبدأ في التغيير في السنن، ما عليهم الا أن يسجدوا ويخضعوا له. هذا هو سجود الملائكة وهذا هو معناه، الملائكة لازالت ساجدة لنا في كل ثانية ولازالت تتعجب من قدرة هذا الإنسان مع كل اختراع جديد وإسم جديد بمهمة جديدة. والله أعلم
By neo - 19/01/2025, 18:15 🌍 • 12 views • 0 Replies
Replies
No replies yet. Be the first to reply!