درس: الصلاة - الجزء الثاني
By mosaid · 08 Jul 2025, 22:33 · 26 views
في الجزء الأول، تبين لنا أننا إن صدقنا القرآن أنه تفصيل كل شيء وتبيان كل شيء، فإنه لابد أنه فصل الصلاة،
وبما أننا في دروس سابقة بينا بوضوح تام أن السجود في القرآن الكريم يأتي دائما بمعنى الخضوع لأمر الله وسننه، وأن الركوع في القرآن هو التواضع لأمر الله، والركوع للقرآن هو التواضع لأوامره واتباعها
ومن منطلق تصديقنا التام أن القرآن مفصل ونور مبين، وهو هدى الله والعروة الوثقى، فإننا ننبذ ونترك التعريف التراثي للصلاة
ولا نعتقد لا بصلاة الظهر ولا العصر، ولا حركاتها. ولا كل ما يتعلق بالصلاة في التراث، الصلاة من بين الأمور التي حرفها إبليس تحريفا تاما كاملا مئة بالمءة.
في بحثنا عن الصلاة في القرآن، سنوضح الأمور الثلاثة التالية:
1. ماهي الصلاة في القرآن
2. أنواع الصلاة
3. أوقات الصلاة
4. تدبر الآيات التي يستعملها شيوخ التراث لإثبات الصلاة الحركية فقط من باب طمأنة القلوب، وإلا فمن لا يصدق القرآن فلن ينفعه ألف دليل ودليل.
★ هُوَ ٱلَّذِى يُصَلِّى عَلَيْكُمْ وَمَلَـٰٓئِكَتُهُۥ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ ٱلظُّلُمَـٰتِ إِلَى ٱلنُّورِ ۚ وَكَانَ بِٱلْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا • ( الأحزاب آية 43 )
★ إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰٓئِكَتَهُۥ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىِّ ۚ يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ صَلُّوا۟ عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا۟ تَسْلِيمًا • ( الأحزاب آية 56 )
★ بِسْمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحْمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ الٓر ۚ كِتَـٰبٌ أَنزَلْنَـٰهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ ٱلنَّاسَ مِنَ ٱلظُّلُمَـٰتِ إِلَى ٱلنُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَىٰ صِرَٰطِ ٱلْعَزِيزِ ٱلْحَمِيدِ • ( إبراهيم آية 1 )
★ خُذْ مِنْ أَمْوَٰلِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ ۖ إِنَّ صَلَوٰتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ ۗ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ • ( التوبة آية 103 )
● هذه الآيات الأربعة، تبين بشكل واضح ماهي الصلاة في القرآن. الله تعالى يصلي علينا، كيف ذلك، بصلاة الملائكة علينا، وكيف تصلي الملائكة علينا ، الجواب بالصلاة على النبي، وكيف تصلي على النبي، الجواب بتنزيل القرآن
إذن ما هي الصلاة، بلغة العصر هي التواصل، الله يتواصل معنا ( يصلي علينا ) بإرسال الأنبياء بواسطة الملائكة.
والرسول يصلي علينا بتبليغ رسالة الله، وذلك من خلال مجالس الذكر التي كان رسول الله يقوم بها ، وبالطبع لأن دين الله في جوهره إجتماعي ( أنظر درس ما يحبه الله وما لا يحبه ) فلابد من تنظيم الأوقات التي يجب على الرسول أن يقوم بهذه المجالس، وسنعود لهذا في تحديد أوقات الصلاة
لاحظ أخي الكريم أن الله يقول "وصل عليهم" وليس وصل بهم. لو كانت الصلاة حركية كما نقوم بها الآن لقالت الآية وصل بهم،
لاحظ كذلك أن آيات الغسل حسب مرويات التراث نزلت في السنة السادسة للهجرة، وهناك آيتان: النساء 43 و المائدة 6 وهنا يحق لنا أن نتساءل، هل طوال سنوات العهد المكي لم يكن المسلمون يغتسلون ( سموه وضوءا في التراث ) قبل نزول الآية، إن كانوا يغتسلون ( بتشريع من النبي و هذا مستحيل وقد ببينا في دروس سابقة أن الرسول لا يشرع في الدين ) فلم يعيد الله دعوتنا إلى هذا الغسل إن كان الرسول قد شرعه من قبل، وبالمناسبة لم أجد أحدا قال أن الرسول كان يتوضأ قبل هذه الآية،
هناك تخبط وتيه وظلمات إن إتبعنا التراث
أما بالمفهوم القرآني، فببساطة، إقامة الصلاة هي إقامة مجالس الذكر والتواصل. فمن آداب هذه المجالس أن تكون نظيفا قبل الذهاب إليها. وإن شاء الله سأكتب درسا مفصلا عن هذه الآيات، وسنتطرق لمفهوم الجنب والجنابة، وصراحة المتدبر للقرآن سيصدم من هول التزوير الذي حدث في الدين.
وهنا سنفصل في أنواع الصلاة
أولها وهي الصلاة الدعوية، وهي مجالس الذكر والتواصل، فمثلا بالنسبة لقوم موسى :
★ وَأَوْحَيْنَآ إِلَىٰ مُوسَىٰ وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّءَا لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَٱجْعَلُوا۟ بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَ ۗ وَبَشِّرِ ٱلْمُؤْمِنِينَ • ( يونس آية 87 )
● في هذه الآية يقول الله تعالى لموسى، بما أن فرعون يمنعكم ويعتدي عليكم، فاجعلوا بيوتكم قبلة، أي هي الأماكن التي تجتمعون فيها لإقامة الصلاة، وهي مجالس الذكر،
صراحة كيد إبليس يسير على المتدبرين للقرآن والذين يستعملون عقولهم ويتفكرون، يقولون لنا في التراث أن الرسول لم يكن يحب قبلة بني إسرائيل وهي تجاه بيت المقدس، بالله عليكم هل ترون اليهود الآن لهم صلاة تجاه بيت المقدس، هم ليس لهم صلاة أبدا وليس لهم قبلة ، وصراحة الذين حافظوا على مفهوم الصلاة في الشكل والمضمون هم النصارى حين يجتمعون في الكنيسة ، والمسلمون أضاعوا الصلاة وبقي منها شيء قليل مشوه يكون في خطبة يوم الجمعة، وسنعود لموضوع صلاة يوم الجمعة.
★ وَأَقِيمُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتُوا۟ ٱلزَّكَوٰةَ وَٱرْكَعُوا۟ مَعَ ٱلرَّٰكِعِينَ • ( البقرة آية 43 )
● في هذه الآية يفرق الله تعالى بشكل واضح بين إقامة الصلاة والركوع.
هذا لأن كلمات القرآن دقيقة ولها معنى محدد لا تزيغ عنه،
أنظروا هاتين الآيتين من سورة القيامة:
★ فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّىٰ • وَلَـٰكِن كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰ • ( القيامة الآيات 31-32 )
● فلا صدق ولا صلى ولكن كذب وتولى
عكس صدق هو كذب، وعكس صلى هو تولى، هناك آيات كثيرة تستعمل التقابل بين الأضداد كوسيلة إضافية لتعريف الكلمات القرآنية، مثلا البر والتقوى في مقابل الإثم والعدوان.
إذن لم يصل أي لم يكن يقيم علاقات إنسانية مع الناس، بل كان يتولى عنهم، ويخرج عن نطاق المجتمع وما يتعارف عليه الناس، وليس هذا الخروج إعتزالا للمجتمع بل خروج عليه بالإجرام والإعتداء وغيره.
كيف نعرف ذلك، لنبحث عن تعريف المصلين
★ مَا سَلَكَكُمْ فِى سَقَرَ • قَالُوا۟ لَمْ نَكُ مِنَ ٱلْمُصَلِّينَ • وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ ٱلْمِسْكِينَ • وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ ٱلْخَآئِضِينَ • وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ ٱلدِّينِ • حَتَّىٰٓ أَتَىٰنَا ٱلْيَقِينُ • ( المدثر الآيات 42-47 )
● أنظروا، اول شيء ندموا عليه أنهم لم يكونوا من المصلين، بالطبع المصلين بالمعنى القرآني وليس التراثي، أي كانوا خارجين عن المجتمع الإنساني، فلا يتواصلون مع الناس وخصوصا الأقارب، المساكين، فلم يكونوا يطعمون المسكين، ويخوضون ويعتدون لأنهم كانوا يظنون أن لا رقيب عليهم ولا عقاب أخروي، لأنهم كانوا يكذبون بيوم الدين. لو كانت الصلاة هنا بالمعنى التراثي، لقالوا كنا نكذب بيوم الدين أولا، فكيف يصلون إن كانوا أصلا لا يعتقدون بالله.
ولأن القرآن يعزز بعضه بعضا، ويأكد بعضه بعضا. فابحثوا عن آيات ندم اصحاب النار وتمنيهم الرجوع ليس للصلاة ( التراثية ) والصيام والحج، بل لفعل الخير وإطعام المسكين.
وسورة الماعون تؤكد هذا، فالأمر علاقات إجتماعية، تواصل وتعاون في الخير، أو على الأقل عدم الوقوف حجر عثرة في طريق الخير، وهذا أسوأ من عدم فعل الخير، وهؤلاء هم الذين تذكرهم السورة
★ بِسْمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحْمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ أَرَءَيْتَ ٱلَّذِى يُكَذِّبُ بِٱلدِّينِ • فَذَٰلِكَ ٱلَّذِى يَدُعُّ ٱلْيَتِيمَ • وَلَا يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ ٱلْمِسْكِينِ • فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ • ٱلَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ • ٱلَّذِينَ هُمْ يُرَآءُونَ • وَيَمْنَعُونَ ٱلْمَاعُونَ • ( الماعون الآيات 1-7 )
● هناك ثلاث مواضع وردت فيها كلمة مصلين في القرآن، في سورة المدثر، ولاحظ أخي الكريم أن سورة المدثر من أوائل سور العهد المكي، هل يستقيم أن يدعوهم الله للصلاة الحركية وهم لازالوا مشركين، لكن الأمر يختلف إن كانت الصلاة فعل إجتماعي
ثم وردت في سورة الماعون، وهي كذلك تتكلم عن أسوأ ما في المجتمع الإنساني، وهم هؤلاء الذين لا يكفيهم أنهم لا يفعلون الخير، بل يمنعون الخير، ويعتدون على اليتيم ولا يطعمون المسكين، فويل لهم
ثم ثالث موضع لكلمة مصلين في سورة المعارج وهي مكية كذلك و تأتي أيات سورة المعارج متطابقة مع آيات سورة المدثر، لكن بالإيجاب. وبنفس الترتيب، الدوام على الصلاة، إنفاق الصدقات للسائل والمحروم، والتصديق بيوم الدين.
وتجدر الإشارة أن المصلين في سورة الماعون، ليسوا هم المصلين الذين يقيمون الصلاة، بل هم يصدون عنها. مثل كفار قريش الذين كانت صلاتهم عند البيت مكاء وتصدية.
★ إِنَّ ٱلْإِنسَـٰنَ خُلِقَ هَلُوعًا • إِذَا مَسَّهُ ٱلشَّرُّ جَزُوعًا • وَإِذَا مَسَّهُ ٱلْخَيْرُ مَنُوعًا • إِلَّا ٱلْمُصَلِّينَ • ٱلَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلَاتِهِمْ دَآئِمُونَ • وَٱلَّذِينَ فِىٓ أَمْوَٰلِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ • لِّلسَّآئِلِ وَٱلْمَحْرُومِ • وَٱلَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ ٱلدِّينِ • وَٱلَّذِينَ هُم مِّنْ عَذَابِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ • ( المعارج الآيات 19-27 )
● إذا فأول أنواع الصلاة هي الصلاة الدعوية، وهي التي حدد الله تعالى مواقيتها بوضوح في القرآن. وسنعود لهذه المواقيت
ثم هناك الصلاة الدعائية، وهي تواصل العبد مع الله تعالى بالدعاء، ومن أمثال هذه الصلاة :
★ فَنَادَتْهُ ٱلْمَلَـٰٓئِكَةُ وَهُوَ قَآئِمٌ يُصَلِّى فِى ٱلْمِحْرَابِ أَنَّ ٱللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَىٰ مُصَدِّقًۢا بِكَلِمَةٍ مِّنَ ٱللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِّنَ ٱلصَّـٰلِحِينَ • ( آل عمران آية 39 )
★ وَلَا تُصَلِّ عَلَىٰٓ أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَىٰ قَبْرِهِۦٓ ۖ إِنَّهُمْ كَفَرُوا۟ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَمَاتُوا۟ وَهُمْ فَـٰسِقُونَ • ( التوبة آية 84 )
● في آية آل عمران، نحن أمام أمرين، إما أن يكون زكريا عليه السلام وحده في المحراب، وصلاته هنا هي دعاؤه الله تعالى ولست أميل إلى هذا، فالله تعالى وصف هذه العملية باسمها الحقيقي وهي الدعاء:
هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُۥ ۖ قَالَ رَبِّ هَبْ لِى مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً ۖ إِنَّكَ سَمِيعُ ٱلدُّعَآءِ ( آل عمران 38 )
وإما أن يكون مع قومه في مجلس ذكر في المحراب فنادته الملائكة وهو لايزال يصلي . وبالتالي هذه الآية يمكن إدراجها مع الصلاة الدعوية ( مجالس الذكر )
أما الآية التي تخاطب محمدا رسول الله. بما أنها تقول لا تصل على أحد مات، فقد نفهم منها الدعاء له ، لكن هل الدعاء للميت أصلا له نفع. المسألة عملية حسابية وميزان حسنات وسيئات، وسياق الآية هو كالتالي:
ٱلَّذِينَ يَلْمِزُونَ ٱلْمُطَّوِّعِينَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ فِى ٱلصَّدَقَـٰتِ وَٱلَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ ۙ سَخِرَ ٱللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ( التوبة 79 )
ٱسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ ٱللَّهُ لَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا۟ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ ۗ وَٱللَّهُ لَا يَهْدِى ٱلْقَوْمَ ٱلْفَـٰسِقِينَ ( التوبة 80 )
فَرِحَ ٱلْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلَـٰفَ رَسُولِ ٱللَّهِ وَكَرِهُوٓا۟ أَن يُجَـٰهِدُوا۟ بِأَمْوَٰلِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ وَقَالُوا۟ لَا تَنفِرُوا۟ فِى ٱلْحَرِّ ۗ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا ۚ لَّوْ كَانُوا۟ يَفْقَهُونَ ( التوبة 81 )
فَلْيَضْحَكُوا۟ قَلِيلًا وَلْيَبْكُوا۟ كَثِيرًا جَزَآءًۢ بِمَا كَانُوا۟ يَكْسِبُونَ ( التوبة 82 )
فَإِن رَّجَعَكَ ٱللَّهُ إِلَىٰ طَآئِفَةٍ مِّنْهُمْ فَٱسْتَـْٔذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُل لَّن تَخْرُجُوا۟ مَعِىَ أَبَدًا وَلَن تُقَـٰتِلُوا۟ مَعِىَ عَدُوًّا ۖ إِنَّكُمْ رَضِيتُم بِٱلْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَٱقْعُدُوا۟ مَعَ ٱلْخَـٰلِفِينَ ( التوبة 83 )
وَلَا تُصَلِّ عَلَىٰٓ أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَىٰ قَبْرِهِۦٓ ۖ إِنَّهُمْ كَفَرُوا۟ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَمَاتُوا۟ وَهُمْ فَـٰسِقُونَ ( التوبة 84 )
وَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَٰلُهُمْ وَأَوْلَـٰدُهُمْ ۚ إِنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ أَن يُعَذِّبَهُم بِهَا فِى ٱلدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَـٰفِرُونَ ( التوبة 85 )
فالإستغفار لهم يكون قيد حياتهم، أما إن مات أحدهم، فلا دعاء له ( والله أعلم، هذا يحتاج بحثا قرآنيا، وتدبر آيات الدعاء للغير، وهل يتم ذلك قيد الحياة أم لا )
وهنا يمكن أن نقول أن الصلاة عليه والقيام على قبره ربما تقديم درس أو موعضة بعد دفنه ( والله أعلم )
ثم هناك صلاة المؤمنين على الرسول:
إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰٓئِكَتَهُۥ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىِّ ۚ يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ صَلُّوا۟ عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا۟ تَسْلِيمًا ( الأحزاب 56 )
قد يفهم منها أن صلاتهم هي صلاة الإستجابة له والإستمرار بالقيام بالصلاة التي كان يقوم بها. أما ترديدنا لكلمة اللهم صل على محمد. فمحض غباء وتلبيس إبليسي، هل نطلب من الله أن يصلي عليه، فالله قد فعل وصلاته عليه هي إرسال الرسالة
فمن الجهل إعادة الطلب ،
★ حَـٰفِظُوا۟ عَلَى ٱلصَّلَوَٰتِ وَٱلصَّلَوٰةِ ٱلْوُسْطَىٰ وَقُومُوا۟ لِلَّهِ قَـٰنِتِينَ • ( البقرة آية 238 )
● هذه الآية استوقفتني كثيرا، ولازالت لدي أسئلة عليها.
سياقها كالتالي:
قبلها منذ الآية 221 بدأ السياق، في الزواج من المشركات
ثم 222 و 223 في المحيض
ثم 226 إلى 237 كلها في الطلاق،
ثم :
حَـٰفِظُوا۟ عَلَى ٱلصَّلَوَٰتِ وَٱلصَّلَوٰةِ ٱلْوُسْطَىٰ وَقُومُوا۟ لِلَّهِ قَـٰنِتِينَ ( البقرة 238 )
فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا ۖ فَإِذَآ أَمِنتُمْ فَٱذْكُرُوا۟ ٱللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُم مَّا لَمْ تَكُونُوا۟ تَعْلَمُونَ ( البقرة 239 )
ثم :
وَٱلَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَٰجًا وَصِيَّةً لِّأَزْوَٰجِهِم مَّتَـٰعًا إِلَى ٱلْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ ۚ فَإِنْ خَرَجْنَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِى مَا فَعَلْنَ فِىٓ أَنفُسِهِنَّ مِن مَّعْرُوفٍ ۗ وَٱللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ( البقرة 240 )
وَلِلْمُطَلَّقَـٰتِ مَتَـٰعٌۢ بِٱلْمَعْرُوفِ ۖ حَقًّا عَلَى ٱلْمُتَّقِينَ ( البقرة 241 )
كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمْ ءَايَـٰتِهِۦ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ( البقرة 242 )
ثم بعد ذلك يتغير السياق، جاءت الآيتان بين آيات الطلاق.، لو لم تعد الآيات إلى موضوع الطلاق بعد الآيتين ، لكان بالإمكان الشك في أن السياق انتهى، وانتهى موضوع الطلاق، ثم بدأ موضوع الصلاة.
لهذا لا نستطيع إلا أن نقول أن الصلاة هنا صلاة خاصة بالعلاقات الأسرية وهي مخالفة للصلاة الدعوية التي حدد الله تعالى أوقاتها.
الصلاة هنا جزء من صلة الرحم، والصلاة الوسطى هي الصلاة بين عائلات الأزواج ولو وقع الطلاق بينهما والله أعلم.
لكن ما لم أفهمه هنا هو ما محل الخوف هنا، يقول لنا الله تعالى أن نقوم بالصلاة رجالا ( على الأرجل ) مثل
وَأَذِّن فِى ٱلنَّاسِ بِٱلْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ ( الحج 27 )
أو ركبانا على الدواب وغيرها. إن كان هناك متدبر للقرآن يقرأ هذا المقال وعلَّمَه الله معنى هذه الآية فليتفضل علينا بتدبره جزاه الله خيرا.
لكي لا نطيل الدرس، سنترك مواقيت الصلاة و تدبر بعض الآيات الأخرى الى الجزء الثالث إن شاء الله