درس: الصلاة - الجزء الثالث

By mosaid · 11 Jul 2025, 16:56 · 26 views

● بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين خلاصة الجزئين الأول والثاني: الجزء الأول: هو القاعدة والأساس في البحث، وهو تحقيق الإعتقاد الحق الذي لا يشوبه شك أن الله لم يترك شيءا في الدين إلا بينه في القرآن وفصله تفصيلا لا يدع مجالا للشك. وبالتالي فإننا ننبذ الصلاة الحركية جملة وتفصيلا، وقولا واحدا، ولا نهتم ولا نخاف من النتائج التي سنصل إليها، إذ كيف يكون تصديق القرآن الكريم التصديق الفعلي سببا في الضلالة ؟!. في الجزء الثاني تعرفنا على الصلاة القرآنية وهي نوعان: مجالس الذكر والتواصل، وهي سلسلة متصلة : الله -> الملائكة -> الرسول -> المؤمنون -> المؤمنون. إقامة الصلاة هي الإستمرار على مجالس الذكر ودراسة القرآن وكل أعمال الخير، وتكرار الأمر بإقامة الصلاة هو نهي بطريقة غير مباشرة عن إعتزال الناس كما يفعل المتصوفة أو النساك في الكنائس والدير . الصلاة الثانية هي العلاقات الإجتماعية كصلة الرحم وقد تكون هذه هي الصلاة الوسطى لأنها جائت في سياق العلاقات الإجتماعية في سورة البقرة. وقد تأتي الصلاة بمعنيين آخرين كالدعاء وإستجابة المؤمنين للرسول، وقد فصلنا في هذا في الدرس السابق ويحتاج إلى مزيد من البحث والتدبر في القرآن ونأتي الآن إلى مواقيت الصلاة:

★ أَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ لِدُلُوكِ ٱلشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ ٱلَّيْلِ وَقُرْءَانَ ٱلْفَجْرِ ۖ إِنَّ قُرْءَانَ ٱلْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا • ( الإسراء آية 78 )

★ وَأَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ طَرَفَىِ ٱلنَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ ٱلَّيْلِ ۚ إِنَّ ٱلْحَسَنَـٰتِ يُذْهِبْنَ ٱلسَّيِّـَٔاتِ ۚ ذَٰلِكَ ذِكْرَىٰ لِلذَّٰكِرِينَ • ( هود آية 114 )

● هاتين الآيتان تبينان وقت الصلاتين المشروعتين وهما صلاة الفجر والعشاء، وهما الصلاتان الوحيدتان المذكورتان في القرآن صلاة العشاء: من دلوك الشمس وقت الغروب إلى غسق الليل، مدة طويلة وسبحان الله هذا الوقت في أغلب المجتمعات الإنسانية وقت الخروج من المنزل للتنزه ولقاء الأصدقاء والأقارب والجلوس في المقاهي وغيرها، لو كانت المساجد تعقد كل يوم مجلس ذكر لمدة ساعة فقط لكان في ذلك خير كثير وانظروا الآلة التخريبية الإبليسية، فإبليس لم يكتف فقط بتزوير الصلاة وحرفها عن أصلها بالكامل، بل زاد على ذلك وألف جنوده أحاديث تمنع الناس من الصلاة الحركية المزعومة أثناء طلوع الشمس أو غروبها، والسبب، لأنها تطلع بين قرني شيطان، يا للجهل! صلاة الفجر: في الطرف الأول من النهار وهو وقت الفجر إلى طلوع الشمس. وهو وقت الإبكار، وفي هذا الوقت كذلك يكون الناس نشيطين يريدون الذهاب إلى أعمالهم وتجارتهم وغيرها، فلو كان الناس يجتمعون صباحا ولو لمدة قصيرة لصلاة الصبح لكان في ذلك خير كثير، وباقي الآيات تشير إلى أن وقت تسبيح الله و التدبر في آياته هو العشي والإبكار

★ قَالَ رَبِّ ٱجْعَل لِّىٓ ءَايَةً ۖ قَالَ ءَايَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ ٱلنَّاسَ ثَلَـٰثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزًا ۗ وَٱذْكُر رَّبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِٱلْعَشِىِّ وَٱلْإِبْكَـٰرِ • ( آل عمران آية 41 )

★ وَلَا تَطْرُدِ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِٱلْغَدَوٰةِ وَٱلْعَشِىِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُۥ ۖ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِم مِّن شَىْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِم مِّن شَىْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ ٱلظَّـٰلِمِينَ • ( الأنعام آية 52 )

★ وَٱصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِٱلْغَدَوٰةِ وَٱلْعَشِىِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُۥ ۖ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا ۖ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُۥ عَن ذِكْرِنَا وَٱتَّبَعَ هَوَىٰهُ وَكَانَ أَمْرُهُۥ فُرُطًا • ( الكهف آية 28 )

★ فَخَرَجَ عَلَىٰ قَوْمِهِۦ مِنَ ٱلْمِحْرَابِ فَأَوْحَىٰٓ إِلَيْهِمْ أَن سَبِّحُوا۟ بُكْرَةً وَعَشِيًّا • ( مريم آية 11 )

★ فَٱصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ وَٱسْتَغْفِرْ لِذَنۢبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِٱلْعَشِىِّ وَٱلْإِبْكَـٰرِ • ( غافر آية 55 )

● وهذا لا يمنع أن ذكر الله عملية متواصلة طوال النهار والليل فَإِذَا قَضَيْتُمُ ٱلصَّلَوٰةَ فَٱذْكُرُوا۟ ٱللَّهَ قِيَـٰمًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِكُمْ ۚ فَإِذَا ٱطْمَأْنَنتُمْ فَأَقِيمُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَ ۚ إِنَّ ٱلصَّلَوٰةَ كَانَتْ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ كِتَـٰبًا مَّوْقُوتًا ( النساء 103 ) ذكر الله في المعنى القرآني ليس فقط ترديد إسم الله على اللسان وتعداد ذلك بالسبحة أو الأصابع، بل ذكر الله هو استحضار الله في معملاتنا وحياتنا كلها، إذا بعت أذكر الله فلا أغش، أذكر الله فلا أعتدي على أحد ولو بأخذ مكانه في طابور البقال، وبالطبع أذكر الله في شركتي فلا أظلم عمالي، وفي مقر الوزارة فلا أعتدي على سكان بلد بأسره. فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَـٰسِكَكُمْ فَٱذْكُرُوا۟ ٱللَّهَ كَذِكْرِكُمْ ءَابَآءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا ۗ فَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَقُولُ رَبَّنَآ ءَاتِنَا فِى ٱلدُّنْيَا وَمَا لَهُۥ فِى ٱلْـَٔاخِرَةِ مِنْ خَلَـٰقٍ ( البقرة 200 ) لا أحد منا يجلس في مجلسه يردد إسم أبيه أو جده مءة مرة، بل ذكر الآباء هو استحضار تعاليمهم وتربيتهم ووصاياهم ونمط حياتهم للإمتثال بهم والسير على نهجهم... وبالنسبة لآداب الصلاة وكيفية أدائها، فأولا علمنا الله تعالى أن نستحضر أدنى مستويات النظافة بغسل اليدين والوجه والمسح على الرأس، وهذا أقل ما يمكن فعله في ذلك العصر أو في المجتمعات البدائية، لكن بحمد الله أصبح الإنسان أكثر تحضرا وأصبحت النظافة من البديهيات في الحضارة الإنسانية، ولمن لم يستطع أن ينظف نفسه ويغتسل كالمسافر أو المريض، فليتيمم ( ليبحث وليختار ) من الطيب ما يخفي رائحة العرق وما شابه ذلك، وانظر أخي المسلم إلى هذا العدو المبين الذي يحقد على الإنسان ويكرهه، ويتمعن في إذلاله ، فغير التطيب بالعطر وما شابه بتمريغ الوجه بالتراب، إنه إبليس العدو المبين للإنسان لفهم كلمة التيمم : يقول الله تعالى : يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓا۟ أَنفِقُوا۟ مِن طَيِّبَـٰتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّآ أَخْرَجْنَا لَكُم مِّنَ ٱلْأَرْضِ ۖ وَلَا تَيَمَّمُوا۟ ٱلْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُم بِـَٔاخِذِيهِ إِلَّآ أَن تُغْمِضُوا۟ فِيهِ ۚ وَٱعْلَمُوٓا۟ أَنَّ ٱللَّهَ غَنِىٌّ حَمِيدٌ ( البقرة 267 ) لا تبحثوا عن الثمار الفاسدة في غلتكم وتختاروها هي لكي تتصدقوا بها، بال العكس، أنفقوا من طيبها و أحسنها.

أما الكيفية فيقول الله تعالى : قُلِ ٱدْعُوا۟ ٱللَّهَ أَوِ ٱدْعُوا۟ ٱلرَّحْمَـٰنَ ۖ أَيًّا مَّا تَدْعُوا۟ فَلَهُ ٱلْأَسْمَآءُ ٱلْحُسْنَىٰ ۚ وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَٱبْتَغِ بَيْنَ ذَٰلِكَ سَبِيلًا ( الإسراء 110 )

لو كانت الصلاة الحركية حقا تتبع القرآن لما كانت أغلبها بالسر، والقرآن يقول ألا تخافت بها، بل تكون وسطا بصوت مناسب يسمعه جميع الحاضرين لمجلس الصلاة

يقول الله تعالى : أَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ لِدُلُوكِ ٱلشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ ٱلَّيْلِ وَقُرْءَانَ ٱلْفَجْرِ ۖ إِنَّ قُرْءَانَ ٱلْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا ( الإسراء 78 )

بالنسبة لكلمة "قرآن" النكرة، فهي لا تعني قراءة القرآن وقت الفجر أو القرآن الذي يقرأ أثناء صلاة الفجر، بل في هذه الآية قرآن جاءت مفعولا معه، كأن تقول خرجتُ وطلوعَ الشمس، إذن المعنى هنا: أقم الصلاة مع قرآن الفجر، أي وقت قرآن الفجر. أي بزوغ الفجر، وهذا ما أدى بي إلى فهم معنى إسم كتاب الله القرآن، أي البازغ كبزوغ الفجر، الظاهر البائن .... وهو حقا إسم على مسمى . ولأن هذا الفهم غريب جدا على ما هو دارج بين الناس، قررت أن أبحث في قواميس اللغة عما يدعم هذا الفهم فلم أجد إلا ما يخيب الآمال، فكلهم يخلطون بين فعل قرأ وفعل تلا. وفي مقاييس اللغة لابن فارس: القاف والراء والهمزة أصلٌ يدلُّ على جمعٍ واجتماع. من ذلك القراءة، كأنَّها جمع الحروف والكلمات. ويقال: قرأت الشيء قرءاً، إذا جمعته. ومنه: قرأت الماء في الحوض، إذا جمعته فيه. لكن في رأيي هذا لا يصح، لأن الله تعالى قال : إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُۥ وَقُرْءَانَهُۥ ( القيامة 17 ) والقرآن ليس فيه حشو، حسب إبن فارس معنى هذه الآية : إن علينا جمعه وجمعه. بل في رأيي، إن إستعملنا معنى قرآن الفجر أي بزوغ الفجر، إن علينا جمعه وقرآنه ( أي إظهار معانيه وتوضيحها وجعلها بازغة كبزوغ الفجر ) فإن فعلنا ذلك وبان واتضح لك معناه وغايته فاتبعه ، فَإِذَا قَرَأْنَـٰهُ فَٱتَّبِعْ قُرْءَانَهُۥ ( القيامة 18 ) ولهذا وصانا الله تعالى أن نستعيذ من الشيطان عندما نقرأ القرآن أي ندرس معانييه ونستخرجها ونظهرها. ونستعيذ بالله من إبليس لكي لا يُدخل أفهامه وتحريفاته في قراءتنا ( دراستنا وإظهارنا لمعانيه ) للقرآن، وليس الإستعاذة من الشيطان عند تلاوته. وجدت في مقاييس اللغة ما يقرب من هذا المعنى في هذا الرابط : https://shamela.ws/book/21710/2327 قول ابن فارس : وقولنا: تمنَّى الكِتابَ: قرأه. قال اللّه تعالى: ﴿إِلّا إِذا تَمَنّى أَلْقَى اَلشَّيْطانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ﴾، أي إذا قرأ. وهو ذلك المعنى، لأن القراءة تقديرٌ ووضع كُلِّ آية موضِعَها.

إعتبر القراءة مثل التدبر.

على أي ، الإعتماد على القواميس خطأ منهجي في تدبر القرآن لوجهين، أولهما أن الأولين للأسف لم يعتمدوا على القرآن لفهم القرآن بل إعتمدوا على فهم السلف وما جاء به التراث، وثانيهما أن إبليس فعل فعلته في معاني كلمات القرآن فحرفها تحريفا تاما كوسيلة لمحاربة القرآن الخالد.

فالمنهج الصحيح هو الإعتماد على القرآن لكي نقرأ القرأن.

● نأتي الآن إلى بعض الآيات المتعلقة بالصلاة وأولها صلاة يوم الجمعة وليس صلاة الجمعة، لكونها لا تعدو أن تكون صلاة يوم الجمعة مثلها مثل صلاة يوم الخميس، وهي صلاة الفجر في الطرف الأول من النهار

★ يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓا۟ إِذَا نُودِىَ لِلصَّلَوٰةِ مِن يَوْمِ ٱلْجُمُعَةِ فَٱسْعَوْا۟ إِلَىٰ ذِكْرِ ٱللَّهِ وَذَرُوا۟ ٱلْبَيْعَ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ • فَإِذَا قُضِيَتِ ٱلصَّلَوٰةُ فَٱنتَشِرُوا۟ فِى ٱلْأَرْضِ وَٱبْتَغُوا۟ مِن فَضْلِ ٱللَّهِ وَٱذْكُرُوا۟ ٱللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ • وَإِذَا رَأَوْا۟ تِجَـٰرَةً أَوْ لَهْوًا ٱنفَضُّوٓا۟ إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَآئِمًا ۚ قُلْ مَا عِندَ ٱللَّهِ خَيْرٌ مِّنَ ٱللَّهْوِ وَمِنَ ٱلتِّجَـٰرَةِ ۚ وَٱللَّهُ خَيْرُ ٱلرَّٰزِقِينَ • ( الجمعة الآيات 9-11 )

● بتدبرنا لهذه الآيات نستخلص ما يلي: - نودي للصلاة من يوم الجمعة وليس صلاة الجمعة - إذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله، دلالة على أنها في الصباح الباكر وليس وقت الظهيرة كما هو الحال الآن، لأن بعد الصلاة التي تقام الآن ليس إلا وقت الغذاء والظهيرة حيث يستريح الناس للقيلولة، ودليلنا على هذا هو الآيات التالية من سورة النور: يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ لِيَسْتَـْٔذِنكُمُ ٱلَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَـٰنُكُمْ وَٱلَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا۟ ٱلْحُلُمَ مِنكُمْ ثَلَـٰثَ مَرَّٰتٍ ۚ مِّن قَبْلِ صَلَوٰةِ ٱلْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُم مِّنَ ٱلظَّهِيرَةِ وَمِنۢ بَعْدِ صَلَوٰةِ ٱلْعِشَآءِ ۚ ثَلَـٰثُ عَوْرَٰتٍ لَّكُمْ ۚ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌۢ بَعْدَهُنَّ ۚ طَوَّٰفُونَ عَلَيْكُم بَعْضُكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ۚ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمُ ٱلْـَٔايَـٰتِ ۗ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ( النور 58 ) في الظهيرة ليس هناك صلاة، بل وضع الثياب . ثانيا، الله تعالى يريدنا أن نسعى في رزقنا في النهار،

★ بِسْمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحْمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ يَـٰٓأَيُّهَا ٱلْمُزَّمِّلُ • قُمِ ٱلَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا • نِّصْفَهُۥٓ أَوِ ٱنقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا • أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ ٱلْقُرْءَانَ تَرْتِيلًا • إِنَّا سَنُلْقِى عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا • إِنَّ نَاشِئَةَ ٱلَّيْلِ هِىَ أَشَدُّ وَطْـًٔا وَأَقْوَمُ قِيلًا • إِنَّ لَكَ فِى ٱلنَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا • وَٱذْكُرِ ٱسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا • رَّبُّ ٱلْمَشْرِقِ وَٱلْمَغْرِبِ لَآ إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ فَٱتَّخِذْهُ وَكِيلًا • وَٱصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَٱهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا • ( المزمل الآيات 1-10 )

● في النهار سبح طويل للكد والعمل،

إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَىٰ مِن ثُلُثَىِ ٱلَّيْلِ وَنِصْفَهُۥ وَثُلُثَهُۥ وَطَآئِفَةٌ مِّنَ ٱلَّذِينَ مَعَكَ ۚ وَٱللَّهُ يُقَدِّرُ ٱلَّيْلَ وَٱلنَّهَارَ ۚ عَلِمَ أَن لَّن تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ ۖ فَٱقْرَءُوا۟ مَا تَيَسَّرَ مِنَ ٱلْقُرْءَانِ ۚ عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُم مَّرْضَىٰ ۙ وَءَاخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِى ٱلْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ ٱللَّهِ ۙ وَءَاخَرُونَ يُقَـٰتِلُونَ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ ۖ فَٱقْرَءُوا۟ مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ ۚ وَأَقِيمُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتُوا۟ ٱلزَّكَوٰةَ وَأَقْرِضُوا۟ ٱللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا ۚ وَمَا تُقَدِّمُوا۟ لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ ٱللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا ۚ وَٱسْتَغْفِرُوا۟ ٱللَّهَ ۖ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌۢ ( المزمل 20 )

والليل للتبتل والتسبيح والتقرب من الله وقراءة القرآن وتلاوته

● نأتي الآن للآية 102 من سورة النساء

★ وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ ٱلصَّلَوٰةَ فَلْتَقُمْ طَآئِفَةٌ مِّنْهُم مَّعَكَ وَلْيَأْخُذُوٓا۟ أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا۟ فَلْيَكُونُوا۟ مِن وَرَآئِكُمْ وَلْتَأْتِ طَآئِفَةٌ أُخْرَىٰ لَمْ يُصَلُّوا۟ فَلْيُصَلُّوا۟ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا۟ حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ ۗ وَدَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُم مَّيْلَةً وَٰحِدَةً ۚ وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن كَانَ بِكُمْ أَذًى مِّن مَّطَرٍ أَوْ كُنتُم مَّرْضَىٰٓ أَن تَضَعُوٓا۟ أَسْلِحَتَكُمْ ۖ وَخُذُوا۟ حِذْرَكُمْ ۗ إِنَّ ٱللَّهَ أَعَدَّ لِلْكَـٰفِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا • ( النساء آية 102 )

● لنفترض أن فيهم في "وإذا كنت فيهم" تعود على الذين آمنوا كما ورد في كتب التراث فنقرأ : وإذا كنت فيهم ( أي الذين آمنوا ) فأقمت لهم الصلاة، فلتقم طائفة منهم ( من الذين آمنوا ) وليأخذوا أسلحتهم، فإذا سجدوا، لماذا لم تقل الآية فإذا سجدت، أليس المخاطب هو رسول الله، والصلاة حركية كما يزعمون، ولماذا لم تقل الآية فإذا سجدتم؟ فلتقم طائفة منكم؟ لماذا لم تبدأ الآية بمخاطبة الذين آمنوا مباشرة كما هو الأمر في جميع آيات القرآن، خصوصا إن كان الأمر يهم المسلمين في كل زمان، وفيه حكم الصلاة وقت الحرب بزعمهم؟ ثم تأتي طائفة أخرى منهم ( الذين آمنوا ) فليصلوا معك، وليأخذوا حذرهم وأسلحتهم، ( لو كان الأمر كما يقول المفسرون لاستمرت الآية في مخاطبة الذين آمنوا بضمير الغائب وهذا ما لم يقع في أية آية من القرآن على حد علمي وقد أكون مخطئا. ) و لقالت الآية ود الذين كفروا لو يغفلون على أسلحتهم... لا يستقيم المعنى، وتكون الآية على غير عادة القرآن في مخاطبة الذين آمنوا. لنعد قراءة الآية مع السياق مرة أخرى

★ وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِى ٱلْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُوا۟ مِنَ ٱلصَّلَوٰةِ إِنْ خِفْتُمْ أَن يَفْتِنَكُمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓا۟ ۚ إِنَّ ٱلْكَـٰفِرِينَ كَانُوا۟ لَكُمْ عَدُوًّا مُّبِينًا • وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ ٱلصَّلَوٰةَ فَلْتَقُمْ طَآئِفَةٌ مِّنْهُم مَّعَكَ وَلْيَأْخُذُوٓا۟ أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا۟ فَلْيَكُونُوا۟ مِن وَرَآئِكُمْ وَلْتَأْتِ طَآئِفَةٌ أُخْرَىٰ لَمْ يُصَلُّوا۟ فَلْيُصَلُّوا۟ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا۟ حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ ۗ وَدَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُم مَّيْلَةً وَٰحِدَةً ۚ وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن كَانَ بِكُمْ أَذًى مِّن مَّطَرٍ أَوْ كُنتُم مَّرْضَىٰٓ أَن تَضَعُوٓا۟ أَسْلِحَتَكُمْ ۖ وَخُذُوا۟ حِذْرَكُمْ ۗ إِنَّ ٱللَّهَ أَعَدَّ لِلْكَـٰفِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا • فَإِذَا قَضَيْتُمُ ٱلصَّلَوٰةَ فَٱذْكُرُوا۟ ٱللَّهَ قِيَـٰمًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِكُمْ ۚ فَإِذَا ٱطْمَأْنَنتُمْ فَأَقِيمُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَ ۚ إِنَّ ٱلصَّلَوٰةَ كَانَتْ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ كِتَـٰبًا مَّوْقُوتًا • وَلَا تَهِنُوا۟ فِى ٱبْتِغَآءِ ٱلْقَوْمِ ۖ إِن تَكُونُوا۟ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ ۖ وَتَرْجُونَ مِنَ ٱللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ ۗ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا • ( النساء الآيات 101-104 )

● في جميع هذه الآيات المخاطبون المباشرون هم أتباع رسول الله، والكافرون تتكلم عنهم الآيات بضمير الغائب. لنقرأ الآيات الآن مستحضرين الأمور الأربعة التالية: 1. ضمير الغائبين يعود على الذين كفروا 2. ضمير المخاطبين يعود على الذين آمنوا 3. السجود هو الخضوع لرسالة الله والرسول 4. الصلاة هي مجلس الذكر

الآية 101 تخاطب المؤمنين إذا سافروا وضربو في الأرض، والضرب في الأرض ليس هو الضرب في سبيل الله

يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓا۟ إِذَا ضَرَبْتُمْ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ فَتَبَيَّنُوا۟ وَلَا تَقُولُوا۟ لِمَنْ أَلْقَىٰٓ إِلَيْكُمُ ٱلسَّلَـٰمَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا فَعِندَ ٱللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ ۚ كَذَٰلِكَ كُنتُم مِّن قَبْلُ فَمَنَّ ٱللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوٓا۟ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا ( النساء 94 ) الضرب في سبيل الله هو الخروج للحرب والقتال والضرب في الأرض هو السفر

يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ شَهَـٰدَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ ٱلْمَوْتُ حِينَ ٱلْوَصِيَّةِ ٱثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ أَوْ ءَاخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ إِنْ أَنتُمْ ضَرَبْتُمْ فِى ٱلْأَرْضِ فَأَصَـٰبَتْكُم مُّصِيبَةُ ٱلْمَوْتِ ۚ تَحْبِسُونَهُمَا مِنۢ بَعْدِ ٱلصَّلَوٰةِ فَيُقْسِمَانِ بِٱللَّهِ إِنِ ٱرْتَبْتُمْ لَا نَشْتَرِى بِهِۦ ثَمَنًا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىٰ ۙ وَلَا نَكْتُمُ شَهَـٰدَةَ ٱللَّهِ إِنَّآ إِذًا لَّمِنَ ٱلْـَٔاثِمِينَ ( المائدة 106 )

نعود الى الآية: وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِى ٱلْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُوا۟ مِنَ ٱلصَّلَوٰةِ إِنْ خِفْتُمْ أَن يَفْتِنَكُمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓا۟ ۚ إِنَّ ٱلْكَـٰفِرِينَ كَانُوا۟ لَكُمْ عَدُوًّا مُّبِينًا ( النساء 101 )

إذا سافرتم فاقصروا من الصلاة يمكن أن نفهمها اقصروا الوقت الذي تجعلونه لمجلس الصلاة أو أنقصوا من تواصلكم مع الكفار كي لا يعرفوكم فيعتدوا عليكم. لكن الأهم من فهم القصر هنا هو موضوعنا ، في آخر الآية ذكر الله تعالى الكافرين مباشرة في الآية 102 وإذا كنت فيهم أي الكافرين فأقمت لهم الصلاة، فلتقم طائفة منهم معك ( ليس كلهم ) وإن أرادوا أن يأخذوا أسلحتهم حتى يطمئنوا فليفعلوا، فإذا سجدوا أي خضعوا للرسالة واقتنعوا بمعنى أسلموا، فليكونوا من ورائكم، يصبحوا منكم وينضموا لكم، ثم تأتي طائفة أخرى لم تصل بعد، فليفعلوا الشيء نفسه. ود الذين كفروا لو تغفلون.... عادت الآية لتخاطب الذين آمنوا مباشرة، لاحظوا أن فيهم مرضى، فهل يذهب المرضى إلى الحرب، وبالطبع الآلة الإبليسية والسلف دبجوا الكتب في صلاة الحرب وكل ذلك تحريف لكلام الله، هل يعقل أن يطلب الله من الناس أن يقسموا الجنود لكي يقوموا بالصلاة المزعومة أثناء الحرب، أفلا تعقلون. ثم تعود الآية 103 لمخاطبة الذين آمنوا مباشرة. وتوصيهم بذكر الله واستحضاره ومراقبته في باقي الأوقات بعد الصلاة

إن هذه الآية التي يأتي بها شيوخ التراث للبرهنة على الصلاة الحركية هي أكبر دليل على العكس.