قرآن القرآن
﴿لَا تُحَرِّكْ بِهِۦ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِۦٓ (16)• إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُۥ وَقُرْءَانَهُۥ (17)• فَإِذَا قَرَأْنَـٰهُ فَٱتَّبِعْ قُرْءَانَهُۥ (18)• ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُۥ (19)• ﴾ (القيامة الآيات 16-19)
الهاء هنا تعود على القرآن
فهل كلمة قرآنه تعني قُرآن القرآن ؟!. نعم إن فهمتَ معنى كلمة قرآن.
أربع آيات عظيمة لو تدبرناها بعمق.
من تكفل بجمع القرآن ؟
من تكفل بقرآن القرآن ؟
من تكفل ببيان القرآن ؟
علينا أن فهم هذه الكلمتين، قرآن وقرأ، بيان وبَيَّنَ.
وبالطبع نحن نعرف أن القارئ (بلغة العصر) يعي جيدا الفرق بين القراءة والتلاوة.
ولكي لا أطيل في المقدمات.
الذي تكفل بقراءة القرآن هو الله. إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُۥ وَقُرْءَانَهُۥ
وقراءة القرآن بلغة العصر هي تفسيره وتوضيح معانيه،
القرآن لغة هو الظهور والبزوغ.
عندما تأتي كلمة قرآن نكرة وبدون قرينة تجعلنا نفهم أن المراد هو القرآن فهي بهذا المعنى.
وهذا المعنى جاء مرتين، في هذه الآيات وفي :
﴿أَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ لِدُلُوكِ ٱلشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ ٱلَّيْلِ وَقُرْءَانَ ٱلْفَجْرِ ۖ إِنَّ قُرْءَانَ ٱلْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا﴾ (الإسراء 78)
قرآن الفجر في هذه الآية هو الوقت الثاني للصلاة بعد غسق الليل، وهو ظرف زمان، بمعنى بزوغ الفجر.
إذا فالقرآن لغة هو الظاهر البازغ كبزوغ الفجر.
وبالتالي فالله تعالى يقول لرسوله الكريم لا تخف، هذا الكتاب سنتكفل بإظهاره فلا يُخْفيه شيء ،فان إسمه القرآن ،
وإذا قرأناه، أي أظهرنا معانيه وفسرناه (به) فاتبع قُرآنَه، ومن هنا نفهم الآية التالية:
﴿فَإِذَا قَرَأْتَ ٱلْقُرْءَانَ فَٱسْتَعِذْ بِٱللَّهِ مِنَ ٱلشَّيْطَـٰنِ ٱلرَّجِيمِ﴾ (النحل 98)
ليس إذا تلوت القرآن. بل إذا قرأت القرآن، أي إذا فسَّرته وتدبرتَ معانيه،فاستعذ بالله من الشيطان لكي لا يُدْخِل الشيطان أفهامه في تفسيرك أو تتأثر بما بثَّه الشيطان في المجتمع أثناء "قِراءتك"
إذا فالله يقول له إذا ظهرت المعاني ظهورا لامعا كالفجر فاتبعها، فَإِذَا قَرَأْنَـٰهُ فَٱتَّبِعْ قُرْءَانَهُۥ
والله سيتكفل بِجمعه. ثُمَّ إِنَّ عَلَیۡنَا بَیَانَهُۥ والله سيتكفل بإظهاره ونشره بين الناس فلا يكتمه بعضهم أو يُخفوه عن الناس،
فالتبيان عكس الكتمان،
﴿وَإِذْ أَخَذَ ٱللَّهُ مِيثَـٰقَ ٱلَّذِينَ أُوتُوا۟ ٱلْكِتَـٰبَ لَتُبَيِّنُنَّهُۥ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُۥ فَنَبَذُوهُ وَرَآءَ ظُهُورِهِمْ وَٱشْتَرَوْا۟ بِهِۦ ثَمَنًا قَلِيلًا ۖ فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ﴾ (آل عمران 187)
ونحن أيضا علينا ميثاق غليظ، ألا نَكتُمَ الأفهام التي فهمناها من الكتاب، بعد أن بينها الله فيه.
﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَآ أَنزَلْنَا مِنَ ٱلْبَيِّنَـٰتِ وَٱلْهُدَىٰ مِنۢ بَعْدِ مَا بَيَّنَّـٰهُ لِلنَّاسِ فِى ٱلْكِتَـٰبِ ۙ أُو۟لَـٰٓئِكَ يَلْعَنُهُمُ ٱللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ ٱللَّـٰعِنُونَ﴾ (البقرة 159)
تجد هنا مزيدا من الدروس القرآنية —