عبادة الله

﴿بِسْمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحْمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ الٓر ۚ كِتَـٰبٌ أُحْكِمَتْ ءَايَـٰتُهُۥ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ (1)• أَلَّا تَعْبُدُوٓا۟ إِلَّا ٱللَّهَ ۚ إِنَّنِى لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ (2)• ﴾ (هود الآيات 1-2)

لا أدري كيف ساغ لنا أن نُجرِم في حق هذا الكتاب العظيم، فنفتري عليه كذبا أنه غير مفصل، وغير مبين ويحتاج إلى تفصيل المجمل وهو يقول أنه مفصل.

لو كان القارئ الكريم يعرف معنى العبادة لتوقف عند هذه الآية العظيمة من سورة هود، ولعلم أنها تجمع كل القرآن، ولو ما أُنزِل الا هي لَكَفَتْ. عبادة الله هي إتباعه، أي إتباع سننه،وما في سننه الا الخير لنا، وسننه ظاهرة لا لبس فيها ولا اختلاف، لا يختلف فيها هذا الإنسان الذي هو أكثر شيء جدلا. فهي تتوخى العدل والحياة الطيبة للناس وجميع المخلوقات. كل فعل يحقق ازدهار الحضارة وانتشار العدل واضمحلال الظلم فهو عبادة لله اي اتباع لدينه وسننه. اما الذين جعلوا الناس يظنون ان العبادة هي القيام بطقوسيات وحركات قد تضر ولا تنفع فقد توحي لفاعلها ان ذنوبه غفرت بين الأولى والثانية فيسهل على نفسه ان توسوس له بظلم العباد. هؤلاء الظلمة من شيوخ الظلام فويل لهم من لقاء الله. ﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ ٱفْتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِبًا ۚ أُو۟لَـٰٓئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَىٰ رَبِّهِمْ وَيَقُولُ ٱلْأَشْهَـٰدُ هَـٰٓؤُلَآءِ ٱلَّذِينَ كَذَبُوا۟ عَلَىٰ رَبِّهِمْ ۚ أَلَا لَعْنَةُ ٱللَّهِ عَلَى ٱلظَّـٰلِمِينَ﴾ (هود 18)

تجد   هنا   مزيدا من الدروس القرآنية —