درس: الأخسرون

★ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ ٱفْتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِبًا ۚ أُو۟لَـٰٓئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَىٰ رَبِّهِمْ وَيَقُولُ ٱلْأَشْهَـٰدُ هَـٰٓؤُلَآءِ ٱلَّذِينَ كَذَبُوا۟ عَلَىٰ رَبِّهِمْ ۚ أَلَا لَعْنَةُ ٱللَّهِ عَلَى ٱلظَّـٰلِمِينَ • ٱلَّذِينَ يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُم بِٱلْـَٔاخِرَةِ هُمْ كَـٰفِرُونَ • أُو۟لَـٰٓئِكَ لَمْ يَكُونُوا۟ مُعْجِزِينَ فِى ٱلْأَرْضِ وَمَا كَانَ لَهُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ مِنْ أَوْلِيَآءَ ۘ يُضَـٰعَفُ لَهُمُ ٱلْعَذَابُ ۚ مَا كَانُوا۟ يَسْتَطِيعُونَ ٱلسَّمْعَ وَمَا كَانُوا۟ يُبْصِرُونَ • أُو۟لَـٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ خَسِرُوٓا۟ أَنفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُوا۟ يَفْتَرُونَ • لَا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِى ٱلْـَٔاخِرَةِ هُمُ ٱلْأَخْسَرُونَ • ( هود الآيات 18-22 )

★ قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بِٱلْأَخْسَرِينَ أَعْمَـٰلًا • ٱلَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِى ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا • أُو۟لَـٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ بِـَٔايَـٰتِ رَبِّهِمْ وَلِقَآئِهِۦ فَحَبِطَتْ أَعْمَـٰلُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَـٰمَةِ وَزْنًا • ( الكهف الآيات 103-105 )

★ إِنَّ ٱلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِٱلْـَٔاخِرَةِ زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمَـٰلَهُمْ فَهُمْ يَعْمَهُونَ • أُو۟لَـٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ لَهُمْ سُوٓءُ ٱلْعَذَابِ وَهُمْ فِى ٱلْـَٔاخِرَةِ هُمُ ٱلْأَخْسَرُونَ • ( النمل الآيات 4-5 )

● وردت كلمة الأخسرون أربع مرات، واحدة في قوم إبراهيم عليه السلام، والثلاثة الأخرى في أقوام لهم نفس الصفات:

  1. يفترون على الله الكذب
  2. زُيِّنَت لهم أعمالهم
  3. يظنون أنهم يحسنون صنعا

هؤلاء ليسوا كفارا خُلَّصا، بل هم مسلمون، بل في نظرهم هم أفضل المسلمين، تجد الواحد منهم يعيش حياة التقشف والزهد في الدنيا، يبيت يصلي، يمنع على نفسه ملذات الدنيا الحلال والمباحة فضلا عن المحرمات،

ولهذا سماهم الله الأخسرين وليس الخاسرين، هناك من خسروا الآخرة لكنهم أخذوا حرث الدنيا كاملا، لكن الأخسرين هم الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وظنوا أنهم يحسنون صنعا. فلا دنيا ولا آخرة

فلماذا يا تُرى هم الأخسرون. أولا هم بعيدون عن كتاب الله، وإلا كيف يكون الشخص في ضلالة ويظن أنه على هدى، فالذي استمسك بالقرآن لن يضل عن سبيل الله،

وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ ٱلرَّحْمَـٰنِ نُقَيِّضْ لَهُۥ شَيْطَـٰنًا فَهُوَ لَهُۥ قَرِينٌ ( الزخرف 36 ) وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ ٱلسَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ ( الزخرف 37 )

وهؤلاء الأنواع تراهم بشكل واضح في مجتمعاتنا، و شيوخ الفضائيات من هؤلاء،

وقع لهم ما وقع لبني إسرائيل تماما،إفتروا الكذب وكتبوا كتبا ثم مع مرور الزمن صدَّقوا ما كتبوا.

ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا۟ لَن تَمَسَّنَا ٱلنَّارُ إِلَّآ أَيَّامًا مَّعْدُودَٰتٍ ۖ وَغَرَّهُمْ فِى دِينِهِم مَّا كَانُوا۟ يَفْتَرُونَ ( آل عمران 24 )

وكذلك أمة محمد صلى الله عليه وسلم غرهم في دينهم ما كانوا يفترون. فأصبحوا يدافعون باستماتة عن كتب البخاري وابن تيمية. حتى ولو بدا لهم بكل وضوح معارضة ما في تلك الكتب لكتاب الله.

إن أخطر ما في هذه الضلالة هي تزيين الشيطان لأعمالهم، إن بُغْض الطائفة المخالفة عندهم من دين الله، تجد الواحد منهم يبيت يبكي حُزنا لأنه ليس له إمكانية حمل السلاح في وجه الكفار ليجاهد فيهم في سبيل الله ويفرض عليهم الإسلام أو الجزية. وتجده يعتصره الحزن لأن دولته لا تطبق حد الردة والرجم. هذا هو المعنى الحقيقي لِغَرَّهم في دينهم ما كانوا يفترون. إفتروا حد الردة كذبا على الله ثم أصبحوا يعتقدون أن دين الله كذلك. و قس على ذلك الكثير من الأمور التي أُضيفت إلى الدين وما هي من الدين.

والسبب لأنهم بعيدون كل البعد عن كتاب الله، بل عندهم السنة قاضية على القرآن، والقرآن أحوج للسنة من السنة للقرآن...

إن الذي استمسك بكتاب الله حقا بشكل عملي ( وليس قولا فارغا ) ، ويضع كتاب الله في المرتبة الأولى، سيجد فيه الهدى والرحمة،

وَلَقَدْ جِئْنَـٰهُم بِكِتَـٰبٍ فَصَّلْنَـٰهُ عَلَىٰ عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ( الأعراف 52 )

ويصبح إنسانا رحيما، متقيا ( غير معتد ) .

ومن تبع الدين الموازي، دين كتب ابن تيمية والبخاري، يصبح فظا غليظ القلب، أجلف عديم الرحمة. ويمكنكم أن تروا هذا بأعينكم، كيف هي معاملة الملتحين للناس في التجارة والبيع

قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بِٱلْأَخْسَرِينَ أَعْمَـٰلًا ( الكهف 103 ) ٱلَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِى ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا ( الكهف 104 ) أُو۟لَـٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ بِـَٔايَـٰتِ رَبِّهِمْ وَلِقَآئِهِۦ فَحَبِطَتْ أَعْمَـٰلُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَـٰمَةِ وَزْنًا ( الكهف 105 )

لا يجب فهم الكفر بآيات الله على أنه الكفر الخالص، بمعنى كفار قريش المعاندين الذين حاربوا الله ورسوله، هذه الآية تتحدث عن أعمال حبطت، وعن أنهم يحسبون أنهم مسلمون صالحون، بالله عليكم، أليس كفرا بآيات الله أن تعتقد أن القرآن غير مفصل بل إن السنة هي التي تفصل مجمله و الله يقول أنه مفصل، أليس كفرا بآيات الله أن تعتقد حد الردة والقرآن ما فتئ يكرر أن لا إكراه في الدين، الكفر في هذه الآية كفر جزئي، يكفر ببعض الآيات ويؤمن ببعض، إذا كانت الآية لا تعارض مذهبه أو رأي شيخه أو عشيرته فمرحبا بها، وإن كانت غير ذلك إما يخفيها ( لا شعوريا ) أو يتأولها ويغير معناها وهذا هو الكفر ( أي الإخفاء ) وقريبا إن شاء الله سأنشر درس تصحيح مصطلح ومعنى كلمة الكفر

إن في القرآن الكريم من الكنوز، ومن تفاصيل هذه النفس البشرية المعقدة جدا. هذه فقط بعض الآيات في الأخسرين الذين يظنون أنهم مهتدون، بل يزكون أنفسهم ويظنون أنهم أفضل من غيرهم. ولو بحثنا أكثر في القرآن لوجدنا مزيدا من التشخيص لهذه النفوس البشرية

إننا بحاجة ماسة لمتدبرين للقرآن الكريم و مساعدة بعضنا البعض على تعلم القرآن ودراسته. لكن للأسف تم هجر كتاب الله بالكامل، بل أصبح إتباع القرآن مَسَبَّة، يطلقون علينا لقب القرآنيين والنكرانيين، والأريكيين نسبة إلى ذلك الحديث المكذوب على رسول الله، كيف يُعقَلُ أي ينهى رسول الله عن إتباع القرآن وهو الذي ما فتئ القرآن يدعوه إلى إتباع الوحي.

فهل يا ترى نستطيع أن نجد من يعيننا على تعلم و دراسة القرآن الكريم.

مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ ٱللَّهُ ٱلْكِتَـٰبَ وَٱلْحُكْمَ وَٱلنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا۟ عِبَادًا لِّى مِن دُونِ ٱللَّهِ وَلَـٰكِن كُونُوا۟ رَبَّـٰنِيِّـۧنَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ ٱلْكِتَـٰبَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ (آل عمران 79)

تجد   هنا   مزيدا من الدروس القرآنية —