درس: هل نحن معذبون في الأرض

========================================================================

★ لِيَحْمِلُوٓا۟ أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ ٱلْقِيَـٰمَةِ ۙ وَمِنْ أَوْزَارِ ٱلَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ ۗ أَلَا سَآءَ مَا يَزِرُونَ • قَدْ مَكَرَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَأَتَى ٱللَّهُ بُنْيَـٰنَهُم مِّنَ ٱلْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ ٱلسَّقْفُ مِن فَوْقِهِمْ وَأَتَىٰهُمُ ٱلْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ • ثُمَّ يَوْمَ ٱلْقِيَـٰمَةِ يُخْزِيهِمْ وَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَآءِىَ ٱلَّذِينَ كُنتُمْ تُشَـٰٓقُّونَ فِيهِمْ ۚ قَالَ ٱلَّذِينَ أُوتُوا۟ ٱلْعِلْمَ إِنَّ ٱلْخِزْىَ ٱلْيَوْمَ وَٱلسُّوٓءَ عَلَى ٱلْكَـٰفِرِينَ • ( النحل الآيات 25-27 )

● لا يشك أحد أننا نعاني ضنكا من العيش وعَنَتا. وأن مجتمعاتنا فيها شتى أنواع الظلم. في رأيي نحن الآن في عذاب دون أن نشعر، قد يتبادر إلى الذهن أن عذاب الله يكون بشكل معاجزي، إستثنائي كالزلزال أو حريق غابة. لكن العذاب الأخطر هو العذاب الذي يأتيك من حيث لا تشعر ويستمر معك.

قد تخونني الكلمات في لملمة عناصر الموضوع والإتيان بعشرات الآيات التي تبدوا في ظاهرها في الكفار المعاندين ، لكن مصطلح كافر مطاطي وممتد، فالذي يستعين بكتب أخرى غير كتاب الله يكفر به أو جزء منه. وهم الذين سماهم الله المقتسمين الذين اتخذوا القرآن عضين...

★ إِنَّ ٱلَّذِينَ يُحَآدُّونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ كُبِتُوا۟ كَمَا كُبِتَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۚ وَقَدْ أَنزَلْنَآ ءَايَـٰتٍۭ بَيِّنَـٰتٍ ۚ وَلِلْكَـٰفِرِينَ عَذَابٌ مُّهِينٌ • يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ ٱللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوٓا۟ ۚ أَحْصَىٰهُ ٱللَّهُ وَنَسُوهُ ۚ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَىْءٍ شَهِيدٌ • أَلَمْ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِى ٱلسَّمَـٰوَٰتِ وَمَا فِى ٱلْأَرْضِ ۖ مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَىٰ ثَلَـٰثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَآ أَدْنَىٰ مِن ذَٰلِكَ وَلَآ أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا۟ ۖ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا۟ يَوْمَ ٱلْقِيَـٰمَةِ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ بِكُلِّ شَىْءٍ عَلِيمٌ • أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ نُهُوا۟ عَنِ ٱلنَّجْوَىٰ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُوا۟ عَنْهُ وَيَتَنَـٰجَوْنَ بِٱلْإِثْمِ وَٱلْعُدْوَٰنِ وَمَعْصِيَتِ ٱلرَّسُولِ وَإِذَا جَآءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ ٱللَّهُ وَيَقُولُونَ فِىٓ أَنفُسِهِمْ لَوْلَا يُعَذِّبُنَا ٱللَّهُ بِمَا نَقُولُ ۚ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَهَا ۖ فَبِئْسَ ٱلْمَصِيرُ • ( المجادلة الآيات 5-8 )

● عَنَتٌ وكُبْتٌ وضنك من العيش ونَكَد. هذا هو وعيد الله لمن يشاقق الله ورسالته. وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِى فَإِنَّ لَهُۥ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُۥ يَوْمَ ٱلْقِيَـٰمَةِ أَعْمَىٰ ( طه 124 ) لاحظ أخي أن الله سماهم كفارا في آيات سورة المجادلة، وفي الواقع هم صحابة يؤمنون برسول الله، لكنهم يتناجون بمعصيت الرسول بالتاء المبسوطة. وقد نهاهم رسول الله عن تلك النجوى. بالطبع رسول الله لن ينهى أي أحد عن أن يتكلم مع صديقه لكن في هذه الآيات أسرار عظيمة. إذا جمعتَها مع آيات أخرى كثيرة. النتائج التي ستخرج بها قد تصيب السلفيين بجلطة ذماغية. لأنها تفضح كبار كبار الصحابة ممن ذاع سيطهم في الآفاق. وقد يكفرونك إن تكلمت عليهم.... المهم ليس هذا موضوعنا. موضوعنا هو العذاب الذي تعيشه الأمة الإسلامية. في حين أن الأمم الأخرى في رغد من العيش ونمو وإزدهار. بالطبع بالقدر الذي تخوله الدنيا التي هي دار إمتحان وليست جنة بعد ( سأنشر بحثا إن شاء الله عن جنة الدنيا أو جنة الأرض وستتفاجءون كيف يريد إبليس أن يجعلنا نيأس من الدنيا ونعمها ) على الأقل نسبة الظلم في بلادهم أقل بكثير منا ونسبة الحرية والديمقراطية ووو. هذا لأنهم هم الذين يتبعون دين الله. وللأسف مرة أخرى يخونني الكلام وإختصار المقال، وليس هذا مقام تبيان أن دين الله مخالف تماما لما تعلمنا. ولازلت مترددا في إمكانية إستعمال الفيديو لتوصيل الأفكار كلها لكني لا أريد دخول معمعة الفيديوهات والمشاهدات... إن ضنك العيش في عدم تفعيل غايات القرآن: العدل، التقوى وهي كف العدوان، وأكبر غاية من غايات القرآن وهي الشكر. وإن شاء الله سأكتب عن الشكر. الشكر هو تفعيل نعم الله لإعمار الأرض. وسأقولها بشكل واضح: أكثر عباد الله شكرا هم الذين نسميهم كفارا اليوم، الآسيويون والغرب. لكن بالطبع سيبدوا هذا هرطقة وكلاما فارغا. لكن إبحثوا كلمة "شكر" في القرآن وتدبروا سترون العجب.

أقولها وأكررها إن أعظم حيلة قام بها إبليس هي تحريف معاني كلمات القرآن وإستخدام كتب أخرى لشرح هذه المعاني وقد ضربت مثالا لهذا من قبل كالتالي: =============================== يمكن تشبيه ما فعله الشيطان بهذه الامة بأستاذ رياضيات حاقد على تلاميذه كاره لهم فقام بأمرين أساسيين ليدمرهم ومستقبلهم: اولا أخذ كتاب الرياضيات المعتمد لدى وزارة التعليم وقال لتلاميذه انه من المستحيل فهم هذا الكتاب، فلا داعي لمحاولة فهمه بأنفسكم، وللنجاح آخر السنة الدراسية عليكم بشراء كتبي التي أشرح فيها دروس الكتاب وأفصلها تفصيلا وأظهر اسراره، وافصل مجمله وأخصص عامّه. ثانيا في كتابه الذي يشرح فيه الكتاب المقرر من الوزارة، عمد إلى خلط المفاهيم الرياضية وتحريفها فتجده يُعَرِّف المثلث أنه أحيانا يأتي بمعنى دائرة، والقطعة هي المستقيم وهكذا. وبهذا نجح في تخريب الرياضيات في عقول طلابه. وحتى وإن كان هناك تلميذ مُجِدٌّ حاول ان يطلع على الكتاب المدرسي وخرج عن القطيع، تجده كلما قرأ تمرينا أو درسا عن المثلث، تجده حيرانَ أيعتبره مثلثا أم دائرة. وتجده يخلط بين المستقيم والقطعة وهما على الرغم من أنهما فيهما من الشبه ما فيهما الا انهما مفهومان مختلفان كل الإختلاف، بل زاد هذا الأستاذ في تضليله لطلابه فقلب أهمية الدروس رأسا على عقب، فالدروس المهمة التي لها تبعات كثيرة على باقي الدروس والإمتحان النهائي بخَّسها في عقولهم وجعلها غير ذات اهمية تذكر، ورفع من اهمية بعض الدروس التي ليس لها أهمية او شأن فكبرها في عقولهم وزخرفها وجعلها عماد مقرر الرياضيات. ===============================

عندما نقول إن نجاتنا في العودة إلى كتاب الله لا نقولها بالمعنى الإنشائي أو كما يفهمه السلفيون بإعمار المساجد والتراويح وكثرة التمتمات. نقولها بمعنى التحلي بالقيم الإنسانية و الديمقراطية وحرية التعبير والركب العلمي. وهل تدرون ما هو خير زاد في هذه الرحلة. إنه زاد التقوى. وهي كف العدوان بجميع أشكاله. إن كنت معلما أقوم بدرسي على أكمل وجه ولا أعتدي إن كنت تاجرا أوفي الميزان وأقسط إن كنت مفكرا لا أظلم المفكرين الآخرين ولا أحجر عليهم ولا أمنع نشر كتبهم... إن كنت برلمانيا أفعل جهدي لكي أنقص من الظلم والعدوان أظن أن المعنى واضح.

تجد   هنا   مزيدا من الدروس القرآنية —