ماذا يريد الله منا.

علق أحد إخوتي على آخر ما كتبته . بقوله: لا حَظَّ لمن لا يؤمن بالله في الجنة. بغض النظر عن معنى الإيمان الذي يكاد يكون غائبا عند أغلب المسلمين. فأخي هذا يعني بالإيمان الإعتقاد. وهنا يُطرَحُ سؤال مهم جدا. ماذا يريد رب العالمين سبحانه وتعالى منا؟ لماذا أرسل الرسل وأنزل الكتب؟. الجواب بكل وضوح: لاشيء. لا شيء بتاتا. لا يريد مزيدا من المُصدِّقين به والمعتقدين بوجوده. فجميع خلقه يفعلون هذا باستثناء البشر. وهم لا يعلم عددهم إلا الله. وهنا أنبه القارئ الكريم أننا حقا مقصرون جدا تجاه القرآن. ولا نقدر الله حق قدره. لو سألنا اي مسلم هل الله غني عن العالمين؟ لقال بكل وضوح: نعم هو غني عنا. لكننا ولغلبة التراث علينا. لا نُطَبِّقُ هذا في فهمنا لديننا . في أول إختبار أو سؤال نفشل ونخالف ما نعتقده.

هل نُصَلي لله أم لأنفسنا؟ هل نصوم لله ام لأنفسنا. وبشكل عام، هل تشريعات الله هي لنا لنستفيد منها في الدنيا أم أنها واجب نقوم به لكي نكسب به تذكرة الدخول إلى الجنة؟. للأسف الشديد سيجيبك 99.99% من المسلمين أن أعمالنا هي لله مقابل الجنة. وهذا في رأيي فهم قاصر ومغرض . ومجانب للصحة. كل تشريعات الله سبحانه ليس فيها أي شيء لله. كلها من أجل الإنسان، وليس لكي يستفيد منها في الآخرة. بل ليحقق بها حياة طيبة ورغدة. في الدنيا. إن حقق الإنسان العدل واجتنب الظلم لاستافد هو نفسه من ذلك. في الدنيا كل ما هو مطلوب من الإنسان هو أن يتبع فطرته. ويعيش حياة طيبة. ولأن الله سبحانه رحمان رحيم، فقد وعدنا أنه بالإضافة إلى الحياة الطيبه الناتجة عن إتباع سبيله فإنه سبحانه سيزيد عباده من فضله بالجزاء في الآخرة. هل إستطعت أن أوصِل المعنى؟ يريد الله منك أن تعيش الحياة بكل طيباتها و تعمر الأرض وترفع البنيان وتعيش حياتك إلى أقصى الحدود، وبعد ذلك يثيبك على ذلك ، ما أعظمه من رب، وما أكرمه من خالق. بشرط أن تتبع سبيله، وإياك أن تعتقد للحظة واحدة أن سبيله فيه تضييق أو تكليف ثقيل، بل العكس، العسر والضنك في الإختلاف عن سبيله. سبيله هي سبيل الفطرة. وكل ما تراه ثقيلا في ما يقوم به المسلمون او تضييقا بتحريم الطيبات وزينة الله التي أخرج للناس ما هو إلا دين التراث الإبليسي. واسأل القرآن يهديك الى الحق

إسأل نفسك أيها الأخ الكريم. ماذا يريد الله من الصلاة. وأجب نفسك: لاشيء. وإن إقتنعت أن كل تشريعات رب العالمين الذي هو غني عن العالمين هي من أجل الناس. فاسأل نفسك ماذا نستفيد كجماعات من الصلاة. وماذا تقدم للمجتمع. وقد كتبت سابقا أن الإسلام دين إجتماعي 100% (درس ما يحبه الله وما لا يحبه). وعندما تجد عملا ما ( سَمِّه عبادة إن شئت) لا يقدم شيئا للمجتمع، فاعلم أخي الفاضل أنه تم تزويره. وابحث في القرآن تجد الحقيقة.

أعرف إني لم أٌُوفق في إيصال أفكاري كلها في الموضوع ، والموضوع كبير ويدخل في صلب فلسفة الدين، كل ما أصبو إليه هو تحريك عقولنا ببعض الأسئلة، وجر بعض إخواني إلى مشاركتي في دراسة كتاب الله وبحثه وتعلمه وإفادة بعضنا البعض.

﴿أَوَمَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَـٰهُ وَجَعَلْنَا لَهُۥ نُورًا يَمْشِى بِهِۦ فِى ٱلنَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُۥ فِى ٱلظُّلُمَـٰتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا ۚ كَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِلْكَـٰفِرِينَ مَا كَانُوا۟ يَعْمَلُونَ﴾ (الأنعام 122)

تجد   هنا   مزيدا من الدروس القرآنية —