الصلاة الحركية
من الصلاة القرآنية إلى الصلاة الطقسية التي تخدم السلاطين:
كيف صُنعت الطقوس، وبفعل دور السلطة، تحوّل التواصل مع الله المتمثل في الركوع والسجود كخضوع وطاعة لأوامره - إلى مجرد حركات ميكانيكية؟
إقرا المنشور كله ثم احكم
التاريخ_المظلم 2️⃣
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
بقلم ✍️ الحسين رديف
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
♡
الصلاة في القرآن هي
صلة،
اتصال،
استقبال لوصايا الله،
قيام بالحق،
وقوف مع الهدى ضد الجهل والشرك.
♡
لكن ما نراه اليوم ليس هذا…
ما نراه هو
طقس ثابت،
حركات محددة،
نصوص محفوظة،
ترتيب ميكانيكي
👇
يشبه تمامًا "نظامًا عسكريًا" أكثر من كونه علاقة فرد بربه.
♡
السؤال:
كيف تحوّلت أعظم علاقة روحية وعقلية مع الله، إلى طقوس حركية؟
👇
الإجابة تبدأ من اللحظة التي دخلت فيها 👈(السياسة) إلى الدين.
👇
القرآن يشرح الصلاة بوضوح:
👇
الصلاة = اللقاء الروحي مع العَلِيم الخَبِير لكي يعلمك ويذكرك بالحق
👇
الصلاة = قراءة القرآن وتدبره
👇
﴿وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ﴾
لاحظ: القراءة والتلاوة … وليس الحركات.
👇
الصلاة = المعرفة من أجل مقاومة الفحشاء والمنكر
👇
﴿إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ﴾
هل الحركات تنهى عن الفحشاء والمنكر؟
أم المعرفة والوعي؟
👇
الصلاة = ذكر الله
👇
﴿أَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي﴾
الذكر فعل عقلي… لا جسدي.
👇
إذن الأصل:
👇
الصلاة= اتصال – تفكير – تذكّر – تعلم – فهم – موقف.
👇
لكن هذا المعنى تغيّر لاحقًا… ليس لأن الله أراد، بل لأن السلطة أرادت أن تسيطر على عقول الناس و كل شيء بسم الله و تحكم العالم.
♡
لماذا كانت السلطة، كلما دخلت قريةً بالسيف، تبادر إلى بناء مسجد وتفرض الصلاة الحركية الموحدة؟
👇
لأن الطامعين في الحكم سرعان ما أدرك أن المسجد هو المنبر الأقوى للسيطرة على عقول الناس باسم الدين: مكان يجتمع فيه الناس كل أسبوع، يستمعون لصوت واحد، وفكر واحد، وتوجيه واحد.
👇
فاستعاروا فكرة الخطبة من النبي — لكنهم غيّروا مضمونها.
👇
فخطب النبي كانت قرآنية خالصة، تذكيرًا بالله وحده.
👇
قال الله تعالى: وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا
(الجن 18)
👇
هذه الآية تقول ببساطة وبوضوح شديد:
المسجد مكان يذكَر فيه الله وحده…
ولا يجوز إدخال كلام البشر إليه ليعلو فوق كلام الله.
👇
لكن الحكّام عبر التاريخ تجاهلوا هذا الأمر الواضح.
لماذا؟
👇
لأنهم لو تركوا المسجد لله وحده،
ولو كان القرآن هو الصوت الوحيد الذي يُسمع،
فلن يستطيعوا التحكم في الناس أو التأثير على عقولهم.
👇
فالقرآن كتاب يوقظ العقل ويحرّر الإنسان،
ولا يخدم مصالح من يريد الحكم بالقوة أو الاستبداد.
👇
وعندما مات النبي، بدأت السلطة تبحث عن طريقة لتملأ المنابر بكلام يخدمها لا يخدم الحق.
👇
ولأن القرآن لا يعطي الحاكم الحق في السيطرة على الناس،
اخترعوا روايات ونسبوها للنبي، وقالوا للناس:
👇
“ هذه الأحاديث وحي ثاني تشرح القرآن”
“القرآن صعب الفهم ومبهم.”
“أنتم لا تفهمونه، ونحن من نشرحه لكم.”
👇
وبهذا جعلوا كلام البشر أعلى من كلام الله،
وحوّلوا المسجد 👈(من بيت الله) … إلى 👈(منبر للسلطان).
♡
الخلاصة التي نريد إيصالها للناس هي:
👇
المسجد في الأصل لله فقط، وليس منصة سياسية.
القرآن واضح، وليس مبهمًا كما ادّعوا.
ما نسبوه للنبي بعد موته كان وسيلة للسيطرة، لا عبادة.
السلطة احتاجت كلامًا يخدمها… فاخترعت الأحاديث.
ولو كان القرآن وحده هو المرجع، لما استطاع أحد أن يظلم أو يحكم الناس باسم الدين.
♡
ولم يكتفوا بذلك…
بل وضعوا صلاة حركية موحدة:
طقس ميكانيكيّ يركع له الجميع بالطريقة ذاتها، ويُخفضون رؤوسهم بالترتيب ذاته يشبه تمامًا "نظامًا عسكريًا، ثم يقفون ليستمعوا لخطبة الحاكم من أفواه الخطباء والكهنة تُكرَّر فيها أحاديث السلطة لا آيات الله.
♡
كان الهدفُ واضحًا تمامًا:
أن يُطفئوا نورَ القرآن بحركاتٍ تُنفَّذ بلا وعي،
وأن يُعلوا صوتَ السلطان بخطبٍ تُعاد كل أسبوع،
حتى ينشأ جيلٌ يركع للحاكم أكثر مما يركع لله.
♡
فهم يعرفون حقيقةً لا يريدون لأحدٍ أن يكتشفها:
أن الإنسان الذي يفهم… أخطر ألف مرة من الإنسان الذي يكرر.
فالوعي يحرر، أمّا التكرار فيُقيّد.
♡
ومن هنا بدأ مشروعهم الكبير:
ربط الولاء لله بولاء الحاكم،
وجعل المسجد جسرًا يصل إلى عرش السلطان،
فإذا توحّدت طقوس الناس…
توحّد ولاؤهم للحاكم دون أن يشعروا.
♡
ثم جاء ما هو أخطر:
قتلوا مفهوم الصلاة الحقيقي.
الصلاة التي هي وعي، إتصال، تفكّر، روح، يقظة…
حوّلوها إلى حركة بلا معنى،
وإلى طقس ميكانيكي يضمن الطاعة، لا اليقظة.
♡
ولأن الطاغية لا يعيش في أرض يكثر فيها الوعي،
كان لابد في نظرهم أن تتحول الصلاة إلى:
نظام ثابت… يسهل التحكم فيه، ويسهل التحكم بالناس من خلاله.
♡
ثم قالوا في سرّهم:
كيف نجعل الناس يذهبون إلى مسجد السلطان، وليس مسجد الله … وهذا لنستولي على عقولهم بسم الله؟”
👇
وهنا دخل الشيطان بخبثه:
فأوحى لهم أن يخترعوا أحاديث تُرهب الناس،
ويصنعوا فقهاء يخدمونهم،
ويُلبسوا الأكاذيب لباس الدين،
حتى يظن الناس أن طاعة الحاكم… هي طاعة الله.
➖➖➖➖➖
فقاموا باختراع حديث الأعمى: عندما سأل رجل أعمى النبي أن يرخص له بالصلاة في بيته لعدم وجود قائد له، قال له النبي: "هَلْ تَسْمَعُ النِّدَاءَ بِالصَّلاةِ؟" قال: نعم. قال: "فَأَجِبْ". (رواه مسلم)
➖➖➖➖➖
حديث التهديد بالتحريق : "لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ بِالصَّلاةِ فَيُؤَذَّنَ لَهَا، ثُمَّ آمُرَ رَجُلاً فَيَؤُمَّ النَّاسَ، ثُمَّ أُخَالِفَ إِلَى رِجَالٍ فَأُحَرِّقَ عَلَيْهِمْ بُيُوتَهُمْ." (رواه البخاري ومسلم)
➖➖➖➖➖
حديث الختم على القلوب: "لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ عَنْ وَدْعِهِمُ الْجَمَاعَاتِ، أَوْ لَيَخْتِمَنَّ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ، ثُمَّ لَيَكُونُنَّ مِنَ الْغَافِلِينَ." (رواه مسلم)
➖➖➖➖➖
حديث التفضيل بالدرجات: "صَلاةُ الجَمَاعَةِ تَفْضُلُ صَلاةَ الفرد بِسَبْعٍ وَعِشْرِينَ دَرَجَةً." (رواه البخاري ومسلم)
➖➖➖➖➖
حديث مشي الخطوات "كَانَتْ خَطْوَتَاهُ إِحْدَاهُمَا تَحُطُّ خَطِيئَةً وَالأُخْرَى تَرْفَعُ دَرَجَةً." (رواه مسلم)
➖➖➖➖➖
هذه الأحاديث هي سياسة الحكام لكي يرهب الناس ويجعلوهم كل يوم يتجمعون في المساجد
♡
وهكذا اكتمل المشروع:
مساجد تُرفع باسم الله،
لكن يُذكر فيها غير الله،
وصلاةٌ بلا وعي،
وخطَبٌ تُعيد إنتاج العبودية كل أسبوع.
♡
الكهنة والفقهاء المرتبطون بالسلطة
👇
احتاجوا لتفسير الدين بطريقة تخدم السياسة.
فبدأ وضع روايات حول كيفية صلاته "بالتفصيل الحركي"،
مع أنّ القرآن لم يذكر أي حركة واحدة في الصلاة!
👇
فكان لا بد من ضبط سلوك الناس داخلها عبر طقوس محددة.
♡
وبذلك ظهر:
👇
الركوع كما هو اليوم
السجود كما هو اليوم
عدد الركعات
صيغ ثابتة
تشهد
تكبيرات
حركات ميكانيكية
نصوص محفوظة
كلها 👈(بلا مصدر قرآني).
♡
السجود في القرآن = تنفيذ الأمر بعد سماعه ، الطاعة لله وحده.
👇
انظر: وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَٰنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَٰنُ
👈(أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا) وَزَادَهُمْ نُفُورًا
👇
أي السجود هو طاعة وتنفيذ لأوامر الله … ليس انحناء جسديًا.
👇
وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ
👇
الاقتراب يكون بالعمل، بالنية، بالاختيار… لا بالوجه على الأرض.
👇
فَلَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ... وَاسْجُدُوا لِلَّهِ
👇
أي لا تطيعوا غير الله.
👇
حتى الملائكة “سجدوا لآدم”:
هل الملائكة لها ركبة وجبهة لتضعها على الأرض؟
لا، السجود هنا = امتثال الأمر الإلهي.
👇
إذن ما معنى السجود الذي نراه اليوم؟
👇
هو تأويل جسدي لمعنى روحي، فرضه الفقه السياسي، لا القرآن.
♡
مئات الروايات نسجوها لتصف أدقَّ تفاصيل حركات النبي:
كيف ركع، كيف سجد، أين وضع يديه وقدميه، كيف وقف، كم ركعة، وماذا قال…
👇
حتى صنعوا فقهًا كاملًا اسموه "فقه الصلاة"—
فقهًا بُنِي على الروايات… وليس على القرآن.
👇
وبهذا نجحوا في ربط الدين بميليمترات الحركة،
حتى صار الناس يعيشون في خوف دائم:
👇
هل وضعتُ يدي في المكان الصحيح؟
👇
هل رفعتها بطريقة سليمة؟
👇
هل نطقت التشهد كاملًا؟
👇
وتحوّل الدين شيئًا فشيئًا إلى:
هوس بالحركات… بدل أن يكون فهمًا للهداية.
♡
لماذا كان هذا التغيير مهمًا للسلطة؟
👇
لأن:
👇
👈الصلاة الواعية تنتج إنسانًا مفكرًا
👈والصلاة الحركية تنتج تابعًا مطيعًا
👇
السلطة تريد الثاني، لا الأول.
👇
الإنسان الذي يصلي بمعنى:
يفكر، يقرأ، يتدبر، يرفض الظلم، يقف مع الحق…
👇
هذا الإنسان لا يمكن السيطرة عليه.
👇
أما من يصلي بحركات محفوظة بلا فهم،
فهو يدخل المسجد ضعيفًا… ويخرج كما دخل.
♡
كيف اكتمل المشروع؟
👇
بدمج عنصرين:
👇
العنصر الأول (مسجد للخطاب السياسي)
خطبة موحدة + منبر + خطيب + أحاديث بشرية تضعف القرآن
👇
العنصر الثاني 👈( طقوس صلاة حركية)
انحناءات ميكانيكية + أدعية مبتدع + تلاوة آيات قصيرة بدون فهم
👇
فأصبح الإنسان كل أسبوع:
👇
يجلس ليستقبل خطاب الحاكم
ثم يمارس حركات لا تغير وعيه
فيخرج كما هو
وفي الأسبوع القادم يعود
👇
وهكذا تُمسك السلطة بروحه وجسده معًا.
♡
ماذا خسر الناس؟
👇
خسروا أهم شيء:
👇
صلة حقيقية بالله.
👇
خسروا:
👇
الهداية
الفهم
التدبر
مقاومة الجهل
القوة النفسية و الروحية
الحرية
التفكير
الوعي
الوقوف على الحق
رسالة إبراهيم في رفض التقليد
♡
وبدل أن تكون الصلاة:
👇
محرّكًا للوعي
👇
أصبحت:
👇
حركات متكررة بلا أثر.
♡
الحل هو العودة إلى الصلاة القرآنية…
👇
لا أقول لك أن تلغي الحركات التي ورثتها عن آبائك، والتي تعودت عليها منذ صغرك… فهذه تبقى حريتك الشخصية.
👇
لكن بعد أن تنتهي من تلك الطقوس، افتح كتاب الله، واقرأ القرآن كأنك تقرأه لأول مرة:
الصلاة الحقيقية هي:
👇
قراءة القرآن وتدبره
تعلم الحكمة
تصفية العقل من التلوث
مقاومة الظلم
إقامة العدل
الوقوف مع الحق
تذكير النفس بالله
التمييز بين الشرك والتوحيد
عدم الانقياد الأعمى للسلطة أو الجماعة
👇
ومن أراد أن يصلي حركيًا، فليصلِّ…
لكن بشرط أن يفهم لماذا يصلي، ولمن، وما الرسالة.
👇
اعلم جيدًا أن الصلاة هي الوعي.
👇
والحركات بلا وعي هي رياضة… لا عبادة.
♡
الدين القرآني = حرية، عقل، وعي، قيام بالحق، اتصال بالله، مقاومة للظلم.
👇
الدين السلطاني = طقوس، خطب سياسية، أحاديث مصنوعة، سيطرة، طاعة، حركات بلا فكر.
👇
وما بين الدينين…
ضاعت الأمة لأنها اختارت أن تكون عبيدًا للسلاطين.
إنتهى
تجد هنا مزيدا من الدروس القرآنية —